«عود وسبحة».. حكاية شاب إماراتي تعبق بالتاريخ والجمال

فهد محمد
فهد محمد

في قلب القرية العالمية، حيث تتلاقى الثقافات وتتزاحم الحضارات، تبرز قصة شاب إماراتي يحمل في يديه إرثاً من الأجداد، وفي قلبه شغفاً بالإبداع... فهد محمود محمد، موظف حكومي جعل من هوايته «صانع جمال»، يروي لنا قصة تحويل هوايته إلى مشروعه الناجح «عود وسبحة». بدأت رحلة فهد مع عالم المسابح قبل سبع سنوات، حيث وجد نفسه مفتوناً بجمال الأحجار الكريمة، وخاصة الكهرمان، وتساءل عن كيفية تحويل هذه الأحجار إلى قطع فنية تحمل في طياتها تاريخاً وحكاية، ومع مرور الوقت، تحولت هوايته إلى مهنة، فبدأ بتطويع الأحجار وصقلها، حتى أصبح قادراً على تشكيل وتصميم قطع فنية فريدة من نوعها.

في محله «عود وسبحة» الذي خصصته له وزارة تنمية المجتمع داخل جناح «971.. من المجتمع بالقرية العالمية»، يستقبل فهد زبائنه من مختلف الجنسيات، كل منهم يبحث عن قطعة تحمل بصمته الخاصة، فمنهم من يطلب تصليح مسبحة ورثها عن أجداده، ومنهم من يسأله عن أسرار الأحجار التي يستخدمها، ومنهم من يبحث عن هدية فريدة من نوعها.. حيث يجيب فهد عن أسئلتهم بابتسامة عريضة، ويشرح لهم تاريخ الحجر، وطريقة صناعته وكيفية العناية به. يؤمن فهد أن المسبحة ليست مجرد قطعة نفيسة، بل هي جزء من التراث الإماراتي والخليجي، تحمل في طياتها ذكريات الأجداد، وتعبّر عن هوية المجتمع، ولذلك فهو يسعى إلى الحفاظ على هذا التراث، ونقله إلى الأجيال القادمة.

ويبين فهد أن أسعار مسابحه تتراوح بين 50 درهماً إلى 50 ألف درهم، حسب نوع الحجر المستخدم، فمنها ما يصنع من البلاستيك والزجاج، ومنها ما يصنع من الأحجار الكريمة، مثل الكهرمان والفيروز والمرجان، ورغم تفاوت الأسعار، إلا أن جميعها تحمل بصمة فهد الخاصة، وتعبّر عن ذوق رفيع وإتقان في العمل.

دعم الحكومة

ويشكر فهد وزارة تنمية المجتمع على الدعم الذي قدمته له، والذي مكنه من المشاركة في القرية العالمية وتعريف المجتمع بإبداعاته، من خلال جناح «971.. من المجتمع»، الذي يستهدف تمكين الشباب وكافة شرائح المجتمع، ودعمهم للانطلاق بمشاريعهم نحو عالم الريادة والإبداع، بما يعزز تماسك الأسر الإماراتية واستقرارها اقتصادياً واجتماعياً، مؤكداً أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في نجاح مشروعه، وتحفيزه على التطوير المستمر.
طموحات فهد تتجاوز حدود الإمارات، فهو يطمح إلى أن تصل مسابحه إلى جميع أنحاء العالم، وأن تصبح علامة تجارية معروفة، فهو يؤمن بأن مشاركته في القرية العالمية هي مجرد بداية، وأن هناك الكثير من الإنجازات التي ينتظر تحقيقها.

قصة نجاح

تعد قصة فهد محمود محمد قصة نجاح إماراتية مُلهمة، تظهر لنا كيف أن الشغف والإصرار يمكن أن يُحوِلا هواية إلى مشروع ناجح، كما أنها تظهر لنا أهمية دعم الإمارات للشباب ومشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، بما يسهم في تمكينهم ودخولهم مجال ريادة الأعمال ما ينعكس إيجاباً على تنمية الاقتصاد الوطني. ختاماً، يمثل فهد كل شاب إماراتي يحلم بتحقيق ذاته، وإضافة قيمة لمجتمعه، وهي دعوة لدعم هذه المشاريع، والاعتزاز بإرثنا وثقافتنا وقيمنا الأصيلة، والعمل على نقلها إلى الأجيال القادمة.