أفاد مسؤولون في قطاع الشباب ومختصون بأن الهوية الثقافية للشباب في الإمارات تمثل رابطاً وجسراً قوياً يجمعهم بقيم وتقاليد مجتمعهم، مما يعزز لديهم شعور الانتماء والفخر بالجذور.
وأكد عمر الأنصاري، مدير مشاريع ورئيس مجلس الشباب في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، أن الهوية الثقافية للشباب قادرة على التكيف مع الانفتاح العالمي دون أن تفقد أصالتها، وأوضح أن قوة الهوية تعزز ثبات الشباب وتجعلهم قادرين على إضافة بصمتهم الفريدة، مؤكداً أن التمسك بالهوية يمنح الأفراد صلابة واستقلالية تعكس قيمهم العميقة والمتنوعة.
وشدد على أن صمود الهوية الثقافية يتطلب قوة ووعياً بضرورة الحفاظ على السمات الأساسية، بما يؤدي إلى تعزيز الإبداع الشخصي والوطني، وأكد أن بإمكان الشباب المزج بين هويتهم الأصيلة والتأثيرات الثقافية الأخرى عبر الحفاظ على عناصر جوهرية، مثل اللغة والتراث، بما يعزز توازنهم بين الأصالة والانفتاح على العالم.
تحديات
وفيما يتعلق بالمبادرات التي تواكب توجهات الدولة للحفاظ على الهوية الثقافية للشباب، أكد حسن سبت، رئيس مجلس دبي للشباب، على الدور الحيوي الذي يقوم به المجلس في ترسيخ وتعزيز الهوية الوطنية الإماراتية بين فئة الشباب، وسط التحديات التي تفرضها العولمة والانفتاح الثقافي العالمي.
وأوضح سبت أن المجلس يسعى، من خلال مبادراته وبرامجه المتنوعة، إلى تحصين الشباب الإماراتي ضد التأثيرات السلبية للانجراف الثقافي، مشيراً إلى أن الانتماء الوطني والفخر بالهوية يعدان من الركائز الأساسية التي يحرص المجلس على ترسيخها.
وقال: نعمل في مجلس دبي للشباب على إطلاق مبادرات تعزز من ارتباط الشباب الإماراتي بقيمه وهويته، مع التأكيد على قدرته على التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى. إن بناء جيل واعٍ بتراثه وقيمه، قادر على الانفتاح على العالم بثقة، هو أحد أهدافنا الرئيسية.
منصة مجتمعية
من جانبها، أكدت عفراء سلطان السويدي، نائب رئيس مجلس شباب دبي، أهمية دور المجتمع في دعم الشباب للحفاظ على هويتهم الثقافية مشددةً على دعم المبادرات التي تركز على تعزيز التراث، ودعوة الشباب للمشاركة في الاحتفالات الثقافية والتقاليد المحلية. وأضافت: نفخر في دبي بوجود منصة مجتمعية في الإمارات، وهي «فرجان دبي» التي تجمع مجتمع الفرجان في الإمارة على منصة واحدة تفاعلية.
وعن البرامج والفعاليات التي تساعد في تعزيز الهوية الثقافية لدى الشباب، أوضحت أن هناك العديد من الأنشطة التي تهدف إلى هذا الغرض، مثل «مهرجان الغاف» و«تحدي المجتمع»، وورش العمل التي تنظمها الهيئات الثقافية والتراثية ومركز الشباب، وأكدت أن هذه الفعاليات تقدم للشباب تجارب غنية ومعمقة حول موروثهم الثقافي، وتساعدهم على التواصل مع هويتهم الوطنية.
وأفاد الباحث الاجتماعي الدكتور محمد المرزوقي بأن الهوية الثقافية للشباب اليوم تعبّر عن ارتباطهم الوثيق بقيم وتقاليد مجتمعهم، مما يمنحهم شعوراً قوياً بالانتماء.
وأشار إلى أن الشباب يواجهون تحدياً في عصر العولمة، حيث يسعون للحفاظ على ملامح مجتمعهم الأصلي، مع الانفتاح على ثقافات العالم. وأكد أن الهوية تشمل اللغة، والدين، والتاريخ، والقيم الاجتماعية، لكنها تتأثر بالتطورات المستمرة، مما يجعلها تتجدد وتتكيف.
الأفكار الرائجة
وعلى الصعيد العربي والخليجي، أكد الباحث الاجتماعي الدكتور أحمد مراد البلوشي، أهمية صون الهوية الثقافية الخليجية والعربية، مشيراً إلى أن العالم العربي يشهد تطوراً ثقافياً متسارعاً يناقض الأفكار الرائجة حول تفوق الغرب وتبعية العرب.
وأوضح البلوشي أن الشباب العربي يحقق نجاحات بارزة في مجالات متنوعة تشمل المجتمع، والثقافة، والتكنولوجيا، والإعلام، مما يثبت أن العرب قادرون على فرض إنجازاتهم المعاصرة. وأضاف أن الشباب العربي بحاجة مستمرة للارتباط بجذورهم التاريخية وفهم ثقافة أوطانهم. وعلى مستوى الإعلام الجديد، أشار البلوشي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة مؤثرة في تشكيل آراء الشباب وتوجهاتهم.