ترامب يحلم بمواجهة أوباما في انتخابات 2028.. ثغرة دستورية أم مزحة؟

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل مرة أخرى بتصريحاته حول احتمال ترشحه لولاية ثالثة في انتخابات 2028، متحديًا بذلك التعديل الثاني والعشرين للدستور الذي يمنع تولي الرئاسة لأكثر من فترتين.

وأبدى ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، إعجابه بفكرة منافسة الرئيس السابق باراك أوباما في انتخابات افتراضية، قائلًا في ردٍ على سؤال من مراسل "فوكس نيوز": "أتمنى ذلك.. سيكون ذلك جيدًا".

استغلال "ثغرة دستورية" أم مجرد إثارة؟

أوضح ترامب في مقابلة مع "إن بي سي نيوز" يوم الأحد أنه "لا يمزح" بشأن ولاية ثالثة، مشيرًا إلى أن مؤيدين يرون وجود "طريقة قانونية" لتحقيق ذلك، رغم عدم كشفه عن التفاصيل.

وتكررت إشاراته إلى هذا السيناريو يوم أمس الاثنين، أثناء توقيعه قرارات تنفيذية في البيت الأبيض، حيث علق قائلًا: "ستكون مواجهة جيدة" في حال ترشح أوباما.

لكن ردود الفعل على تصريحاته تراوحت بين السخرية والتحذير. فبخلاف استحالة تغيير الدستور دون موافقة ثلثي الكونغرس وثلاثة أرباع الولايات، ذكّره نشطاء على منصة "X" بأن أوباما سيحق له الترشح أيضًا وفق نفس المنطق. وكتب المؤثر هاري سيسون: "سيُهزم ترامب تمامًا لو واجه أوباما".

ولا يجوز لباراك أوباما أيضاً الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية مرة أخرى، فوفقًا للتعديل الثاني والعشرين للدستور الأمريكي، الذي تم التصديق عليه في عام 1951، لا يمكن لأي شخص أن يُنتخب لمنصب الرئيس أكثر من مرتين. وبما أن أوباما قد تولى الرئاسة فترتين (2009-2017)، فهو غير مؤهل للترشح مرة أخرى.

إدارة ترامب تتهرب من الجدل

حاولت مصادر مقربة من البيت الأبيض تهدئة المخاوف، واصفة تصريحات ترامب بأنها "مزاح" يهدف لإثارة الإعلام.

وقالت المتحدثة كارولين ليفيت: "يجيب الرئيس بصراحة وابتسامة، ثم يبالغ الإعلام في رد الفعل". إلا أن ترامب استمر في التلميح إلى الفكرة، حتى أثناء حديثه عن التعريفات الجمركية على السيارات المستوردة، والتي ستطبق الأربعاء المقبل.

هل تنجح الخطة؟

يستبعد خبراء دستوريون نجاح ترامب في تجاوز القيود القانونية، خاصة مع معارضة ديمقراطيين وحتى جمهوريين. وفي الوقت نفسه، لم يعلق أوباما أو فريق عمله على هذه التصريحات، بينما يبدو أن ترامب يستخدمها لإبقاء نفسه في دائرة الضوء.

بين التحدي الدستوري واللعب السياسي، تبقى تصريحات ترامب عن ولاية ثالثة مجرد سيناريو افتراضي يصطدم بواقع القانون الأمريكي الصارم.