ما سر الصورة الغامضة التي أهداها بوتين لترامب؟

بعد شهور من التكهنات، كُشف أخيراً عن طبيعة الهدية الغامضة التي قدّمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أثارت اهتمام الإعلام والمتابعين منذ الإعلان عنها في مارس الماضي.

الهدية كانت عبارة عن لوحة فنية مميزة رسمها الفنان الروسي الشهير نيكاس سافرونوف، بتكليف مباشر من بوتين، وهي تجسد لحظة نادرة ومفصلية في حياة ترامب السياسية، وهي محاولة اغتياله الفاشلة خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا خلال حملته الانتخابية، وفقا لموقع ladbible.

اللوحة تُظهر ترامب وهو يرفع قبضته عاليا بثبات بينما يسيل الدم من أذنه، في مشهد مأخوذ من اللحظات التي تلت إطلاق النار عليه من قِبل المسلح توماس ماثيو كروكس، قبل أن تتدخل عناصر الحماية الرئاسية بسرعة لإنقاذه.

وقد أضفى الفنان طابعا دراميا على العمل، إذ نقل المشهد من موقع الحادث في بنسلفانيا إلى مدينة نيويورك، ليُدرج في الخلفية تمثال الحرية والعلم الأمريكي يرفرف، في محاولة لإضفاء طابع وطني وأيقوني على الحدث.

ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي إلى روسيا، كان أول من أكد وجود اللوحة، واصفا إياها بأنها "جميلة" و"تحمل توقيع فنان روسي رائد"، وذلك خلال مقابلة مع الإعلامي تاكر كارلسون. بدوره، رفض الكرملين في البداية تقديم تفاصيل دقيقة حول مضمون اللوحة، مشيرًا إلى أنها "هدية شخصية" من الرئيس بوتين لترامب.

وقد أشار مراقبون إلى أن هذه المبادرة تدخل في إطار استخدام موسكو لما يعرف بـ"القوة الناعمة"، وهي محاولة دبلوماسية ذكية لمدّ الجسور مع الزعيم الجمهوري، عبر إهدائه عملا فنيا يخلد لحظة فارقة في مسيرته.

ردة فعل ترامب على اللوحة لم تكن علنية، لكن مقربين منه أفادوا بأنه "تأثر بوضوح" بهذه البادرة غير التقليدية، والتي وصفها البعض بأنها ضربة دبلوماسية موفقة من جانب الكرملين.

ومع الكشف عن مضمون اللوحة، أُسدل الستار على لغز استمر لأشهر، لتتحول هدية بوتين إلى حديث وسائل الإعلام ومادة جديدة تثير الجدل في علاقة الزعيمين العالميين.

يذكر أن علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال فترته الرئاسية الأولى، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين عُرفت بقدرٍ كبير من الغموض والإثارة، إذ تميزت بتصريحات ودية ومواقف مثيرة للجدل.

ففي الوقت الذي أبدى فيه ترامب إعجابه بشخصية بوتين واصفا إياه بالقائد القوي، واجه اتهامات داخلية بالتساهل مع موسكو، خاصة عقب قمة هلسنكي 2018 التي شكك خلالها في تقارير استخبارات بلاده بشأن التدخل الروسي في الانتخابات.

وبينما نفت إدارته وجود تواطؤ، فإن التحقيقات الرسمية أكدت تدخل روسيا لصالحه. ورغم نبرته التصالحية، فرضت إدارته عقوبات صارمة على موسكو، ما كشف عن تباين لافت بين الخطاب السياسي والسياسات الفعلية.