تشهد ليبيا، اليوم السبت، أول استحقاق انتخابي منذ أكثر من عشر سنوات، وهو الانتخابات البلدية، ودعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الليبيين إلى المشاركة في هذا الاستحقاق، مؤكداً جاهزية الأجهزة الأمنية لتأمين الانتخابات وضمان سيرها بنجاح.
وقال الدبيبة في كلمة إلى الشعب الليبي إنه «توجد 58 بلدية يعقد فيها انتخابات، هذا يوم تاريخي وهذه البلديات كمرحلة أولى والمرحلة الثانية البلديات الأخرى» وأضاف: «أنا في هذه السانحة ندعو كل الليبيين للمشاركة بقوة في هذه الانتخابات ودائماً نختار الأفضل لإدارة البلدية المهتمة بخدمة الليبيين في كل المناطق».
وتابع الدبيبة أن هذه الفرصة ملائمة حتى «نوضح للعالم كله أن الليبيين قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم خصوصاً في تحقيق الديمقراطية والانتخابات، وسنرفض التمديد والمراحل الانتقالية، وهذا ينقلنا للانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية التي نستطيع أن نصل إليها في أي وقت ». وفق تقديره.
وتم مساء أول من أمس اختتام الحملات الدعائية للانتخابات البلدية بمختلف مناطق البلاد، بينما شهدت البلاد أمس الجمعة يوم الصمت الانتخابي في انتظار الاتجاه اليوم إلى صناديق الاقتراع.
والتقى رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح بالأجهزة الأمنية بالمنطقة الغربية، حيث تمت مناقشة جملة من المواضيع المتعلقة بمستويات التنسيق الأمني لتذليل الصعوبات التي قد تواجه عملية الاقتراع لانتخابات المجالس البلدية.
ومن جانبه شدد وزير الداخلية في الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب عصام أبو زريبة، على ضرورة إنجاح خطة تأمين انتخابات المجالس البلدية، وحماية مراكز الاقتراع وصناديق الاقتراع.
وتشمل المرحلة الأولى من الاستحقاق 58 بلدية، من أصل 143، على أن تلتحق بها المجموعة الثانية المكونة من 59 بلدية مطلع العام القادم.
ودعت المفوضية للعليا للانتخابات جموع الليبيين إلى «التخلي عن حالة الاستسلام للانقسام السياسي، والتفاعل مع الاستحقاقات المحلية»، وعبّرت عن أملها في توجّه الناخبين نحو مراكز الاقتراع «ليمارسوا حقهم في اختيار من يمثلهم ويحمل الأمانة عنهم»، مشيرة إلى أن «هذا الحق الذي غاب عنهم قرابة عقد من الزمن، نسعى لأن نحييه ونبعث الأمل فيه بما نحن إليه سائرون»، وفق نص البيان.
ويختلف النظام الانتخابي في المجالس البلدية الجديدة حسب التعداد السكاني لكل بلدية، وفقاً لما أقرته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.
وتحظى انتخابات اليوم بدعم مهم من المجتمع الدولي الذي يرى في هذه الاستحقاق مؤشراً على إمكانية الانطلاق نحو الاستحقاقات البرلمانية والرئاسية المؤجلة منذ سنوات.
وأكد القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا برنت جيريمي، دعم الولايات المتحدة بشكل كامل جهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإجراء انتخابات بلدية ناجحة تتيح لليبيين في 58 مجتمعاً في الشرق والغرب والجنوب اختيار قادتهم المحليين.
واعتبرت البعثة الأوروبية أن استحقاق اليوم أمر أساسي لدعم الديمقراطية في ليبيا، وخطوة حاسمة نحو الانتخابات الوطنية المستقبلية في البلاد.
وفي السياق، جددت نائبة الممثل الخاص للأمين العام، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري، التأكيد على التزام الأمم المتحدة بعملية سياسية شاملة تفضي إلى إجراء الانتخابات، ومعالجة الأزمة المؤسسية الراهنة، وإعادة الثقة للمواطنين الليبيين، وإنشاء إطار حكم مستقر من أجل السلام والتنمية المستدامين.