البيان
أعربت دولة الإمارات عن خيبة أملها العميقة إزاء عدم اعتماد مجلس الأمن لمشروع قرار بشأن حماية المدنيين في السودان. وقالت البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في تغريدة على منصة «إكس»: «لا يزال الشعب السوداني الشقيق يتحمل وطأة هذه الحرب المدمرة، لذا فإن حمايتهم يجب أن تظل في مقدمة أولوياتنا.
إن السبيل الأمثل لحماية المدنيين السودانيين هو بإنهاء الحرب، وندعو أطراف النزاع على المشاركة البناءة لتحقيق تلك الغاية».
من جهته، أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن إخفاق مجلس الأمن في تبني مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين في السودان الشقيق مؤسف، ويمثل ضياع فرصة ثمينة لحقن الدماء في حرب لا يمكن لأي طرف أن يربحها.
ودون معاليه عبر حسابه على منصة «إكس»: «إخفاق مجلس الأمن في تبني مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين في السودان الشقيق مؤسف، ويمثل ضياع فرصة ثمينة لحقن الدماء في حرب لا يمكن لأي طرف أن يربحها.. أولوية المعالجة يجب أن تكون للكارثة الإنسانية في السودان وليس الحسابات السياسية أو الميدانية الضيقة».
واستخدمت روسيا، أول من أمس، حقّ النقض لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزّق البلد منذ أبريل 2023.
وكان مشروع القرار يدعو الأطراف إلى «الوقف الفوري للأعمال العدائية والالتزام بحسن نيّة بحوار من شأنه أن يسمح بالمضي قدماً نحو خفض التصعيد بهدف الاتفاق على وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني بشكل عاجل».
في الأثناء، يواجه مئات الآلاف من النازحين الفارين بعد رحلة شاقة إلى ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، مع تضاؤل الخدمات وضعف الاستجابة الإنسانية لمواجهة الحاجة المستمرة للغذاء والدواء ومياه الشرب الصالحة، على الرغم من تواصل المجهودات من قبل المجتمعات المضيفة.
وتفيد التقارير الصحية الواردة عن الجهات المعنية بأن هناك تفشياً للكوليرا بين النازحين من شرق ولاية الجزيرة، حيث لا يستطيع النازحون الوصول إلى مياه الشرب النظيفة ويضطرون إلى شرب المياه الملوثة من مصادر المياه المفتوحة، وتم تسجيل مئات الحالات المصابة بالكوليرا بمستشفيات ولاية القضارف، ومستشفيات شندي بولاية نهر النيل.
إصابات جديدة
وكشف تقرير الوضع الوبائي للكوليرا عودة تسجيل إصابات جديدة بالمرض، حيث بلغت (328) إصابة، منها (حالتا وفاة)، وعزا عودة المرض لحركة النزوح الجديدة من شرق الجزيرة لولايات نهر النيل، كسلا والقضارف، ليرتفع تراكمي الإصابات في (80) محلية من (11) ولاية إلى (38،817) إصابة، وبينها (1072) وفاة.
وأشار تقرير الوضع الوبائي لحمى الضنك، إلى تسجيل (48) إصابة جديدة ودون حالة وفاة، ليصبح التراكمي (7084) إصابة ومنها (14) حالة وفاة، من (28) محلية في (7) ولايات، فيما أكد تقرير الملاريا، ارتفاع الإصابات خاصة في كسلا، نهر النيل والبحر الأحمر. ونوه تقرير التدخلات لمكافحة الكوليرا، عودة فتح عدد من مراكز العزل جراء النزوح الأخير من شرق الجزيرة لولايات كسلا، نهر النيل، القضارف والخرطوم.
نقص الأدوية
وأكدت مصادر طبية لـ«البيان» أن مئات الحالات وصلت بالفعل إلى مستشفيات ولاية القضارف شرقي السودان معظمها إصابات بمرض الكوليرا والملايا وحمى الضنك، ولفتت إلى النقص الكبير في الأدوية لا سيما الأدوية المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة، إضافة للقدرة الاستيعابية لتلك المرافق.
وأضافت المصادر الطبية: «هناك حاجة مستمرة للدواء والمعدات الصحية، الإمكانيات المتاحة لا تكفي الرعاية الصحية».
ويواصل الشركاء الإنسانيون توسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الفورية للنازحين والمجتمعات المضيفة في المناطق التي يسعون فيها إلى الأمان والحماية والمأوى وغيرها من المساعدات، وقد أدى تدفق النازحين إلى إرهاق الخدمات المحلية المحدودة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والمياه والصرف الصحي، مما وضع ضغوطًا هائلة على قدرة وموارد السلطات المحلية والشركاء الإنسانيين للاستجابة.