اللاجئون السوريون بعد الأسد بين العودة والترحيل

عائلات سورية تعيد ترتيب نفسها بعد انتهاء حكم الأسد
عائلات سورية تعيد ترتيب نفسها بعد انتهاء حكم الأسد

يفرض ملف اللاجئين السوريين نفسه بوتيرة متسارعة هذه الأيام مع سقوط نظام الأسد، الذي كان سبباً رئيساً في اللجوء، ففي حين سارع البعض مع نشوة الفرح للعودة مجدداً إلى الديار في ظل مؤشرات على تبني سياسات سلمية.

إلا أن المشاعر ما تزال عند البعض ممتزجة بفرح النصر والخوف من مستقبل مجهول، على اعتبار أن البلد غير مهيأ كلياً لاستقبال كل اللاجئين في ظل الانهيار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، لكن مسارعة بعض الدول الأوروبية لوضع خطط ترحيل اللاجئين السوريين من أراضيها ستيسر من إجراءات الترحيل القسري.

قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن مليون سوري من المتوقع أن يعودوا إلى سوريا في الأشهر الستة الأولى من عام 2025.
لكن عدداً من المنظمات الدولية والحقوقية قال إن البيئة في سوريا غير مهيأة لاستقبال الهاربين العائدين، في ظل تقارير عن التردي الاقتصادي ودمار البنى التحتية، فضلاً عن تحدي إعادة الإعمار.

خطط

لبنان وتركيا والأردن، البلدان التي تستضيف ما يزيد على 5.2 ملايين لاجئ سوري، تصف ملف اللاجئين بالعبء، وقد سارعت إلى المطالبة بعودة السوريين إلى بلادهم مع إسقاط نظام الأسد، وفق خطط ممنهجة.

لكن أكثر من نصف اللاجئين السوريين يقولون إن منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن، إضافة إلى المخاوف الأمنية والسياسية، حيث لا تزال بعض المناطق غير مستقرة أمنياً، كما يعاني الكثير من السوريين داخل البلاد من نقص في فرص العمل، ما يعني أن العودة ليست خياراً آمناً ومضموناً من الناحية المعيشية.

عوائق

ويعاني الاقتصاد السوري من أزمة غير مسبوقة، تشمل ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وضعف الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة، ما يشكل عائقاً كبيراً أمام عودة اللاجئين إلى بلادهم، كما أن الحرب دمرت بنية تحتية واسعة في سوريا، ويستغرق إصلاحها وقتاً طويلاً وتمويلاً كبيراً.

وكانت فرنسا وألمانيا والنرويج والدنمارك وهولندا وبلجيكا والسويد واليونان اتخذت قراراً بتعليق دراسة طلبات اللجوء من سوريا، في حين ذهبت النمسا إلى أبعد من ذلك بإعلانها العمل على إعداد «برنامج لإعادة الترحيل والإبعاد» للسوريين الذين سبق أن حصلوا على اللجوء.

قضية معقدة

ويؤكد محللون أن قضية اللاجئين السوريين تظل معقدة وتحتاج إلى تعاون دولي وجهود إنسانية واقتصادية وسياسية للوصول إلى حلول دائمة، فمع ضبابية المشهد وعدم وجود إجماع حتى الآن حول خطة سياسية واضحة ومستدامة للسلام وإعادة الإعمار، يصبح من الصعب على اللاجئين التفكير في العودة القريبة إلى وطنهم.