بوتين يتطلع لاتفاق سلام في أوكرانيا برعاية ترامب

آلية روسية تطلق النار تجاه المواقع الأوكرانية
آلية روسية تطلق النار تجاه المواقع الأوكرانية

  وكالات

في تطور لافت، كشفت مصادر مطلعة عن استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة صفقة سلام مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب بشأن أوكرانيا، لكن مع شروط صارمة قد تعقد الأمور، وذلك في وقت أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في كييف بسبب «معلومات محددة عن هجوم جوي كبير محتمل»، فيما قال مسؤول أمريكي إن الرئيس جو بايدن وافق على إمداد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للأفراد.

وقالت 5 مصادر روسية إن الكرملين «قد يوافق بشكل عام على تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية».

وقالت ثلاثة من المصادر إنه قد يكون هناك مجال للتفاوض بشأن التقسيم الدقيق لمناطق دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، الواقعة بشرق أوكرانيا.

وقال مسؤولان إن روسيا قد تكون منفتحة أيضاً على الانسحاب من مساحات صغيرة نسبياً من الأراضي التي تسيطر عليها في منطقتي خاركيف وميكولايف في شمال أوكرانيا وجنوبها.

وذكر المسؤولون أن من بين التنازلات الأخرى التي يمكن أن يضغط الكرملين لانتزاعها من كييف هي أن توافق أوكرانيا على تقليص حجم قواتها المسلحة والالتزام بعدم فرض قيود على استخدام اللغة الروسية في الشرق.

وتحاول روسيا أيضاً التأكد من أنها تستطيع التفاوض من موقع القوة.

ويعتقد محللون وخبراء عسكريون أوكرانيون أن الكرملين في عجلة من أمره للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية في الوقت المناسب لمحادثات وقف إطلاق النار، إذا بدأت بمجرد تنصيب ترامب في يناير من العام المقبل 2025.

ومن المعتقد على نطاق واسع أن بوتين، يريد الوصول إلى حدود منطقتي دونيتسك ولوغانسك، أو حتى الاستيلاء على عاصمة إقليمية أخرى، مثل زابوريجيا.

وحدد «بوتين» شروطه الافتتاحية لأي صفقة سلام، والتي تتضمن تنازلات إقليمية محدودة وأهمية الحياد الأوكراني، حيث أشار إلى أن أي اتفاق يجب أن يعكس «الواقع» على الأرض، ويشترط تخلي أوكرانيا عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما أكد ضرورة بقاء أوكرانيا محايدة، مشيراً إلى أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان علاقات جيدة بين البلدين.

لكن مصدرين آخرين قالا إن قرار الرئيس جو بايدن السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية من طراز «أتاكمز» على العمق الروسي قد يعقد ويؤخر أي تسوية ويجعل المطالب الروسية أكثر تشدداً.

وقال المصدران إنه «إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، ستواصل روسيا القتال».

وكان ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات بمكتب ترامب، قال سابقاً إن «الرئيس المنتخب هو الشخص الوحيد القادر على جمع الجانبين من أجل التفاوض على السلام، والعمل على إنهاء الحرب ووقف القتال».

في الأثناء، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي، أصدر تعليمات بتأمين جميع المنشآت الحيوية، بما فيها جسر القرم، في وقت أعلنت موسكو السيطرة على بلدة جديدة قرب مدينة كوراخوفيه في شرق أوكرانيا، حيث تحقق قواتها تقدماً متواصلاً على الجبهة بمواجهة الجيش الأوكراني منذ أشهر.

وإلى الشمال، تهدد القوات الروسية بالسيطرة على مدينة بوكروفسك التي تعتبر مركزاً مهماً للسكك الحديد وطرق إمداد القوات الأوكرانية.

إغلاق السفارة

ووسط هذه التطورات، أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في كييف بسبب «معلومات محددة عن هجوم جوي كبير محتمل» وسط حالة من التوتر في المدينة بشأن الرد الروسي المحتمل بعد يوم من ضربة أوكرانية كبيرة.

وقالت السفارتان الإيطالية واليونانية إنهما أغلقتا أبوابهما أيضا بعد التحذير الأمريكي غير المعتاد، وأبقت السفارة الفرنسية أبوابها مفتوحة لكنها حثت رعاياها على توخي الحذر.

من جهتها، أكدت هيئة الاستخبارات الكورية الجنوبية تصدير كوريا الشمالية لدفعات إضافية من مدافع الهاوتزر ومنصات إطلاق الصواريخ إلى روسيا.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الهيئة قالت أمام لجنة الاستخبارات البرلمانية إنها على علم بأن الجنود الكوريين الشماليين الذين تم إرسالهم إلى روسيا للمشاركة في الحرب في أوكرانيا شاركوا جزئياً في القتال بجانب وحدات البحرية والقوات المحمولة جواً الروسية.

إلى ذلك، قال مسؤول أمريكي لـ «رويترز» إن الرئيس جو بايدن وافق على إمداد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للأفراد، وهي خطوة قد تساعد في إبطاء التقدم الروسي في شرق أوكرانيا، خصوصاً عند استخدامها مع ذخائر أخرى من الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤول إن الولايات المتحدة تتوقع أن تستخدم أوكرانيا الألغام في أراضيها، موضحاً أنها تعهدت بعدم استخدامها في مناطق يسكنها مدنيون.

وذكر المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بألغام مضادة للدبابات طوال حربها مع روسيا، لكن إضافة الألغام المضادة للأفراد تهدف إلى إبطاء تقدم القوات البرية الروسية.

استنكار

إلى ذلك، دعت الصين، أمس، إلى «الهدوء» و«ضبط النفس» غداة إصدار بوتين مرسوماً يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان خلال مؤتمر صحافي دوري إنه «في الظروف الحالية، يجدر بجميع الأطراف الحفاظ على الهدوء وإظهار ضبط للنفس».

من جهته، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشكل خاص بموقف روسيا «التصعيدي» في أوكرانيا، داعياً نظيره الروسي إلى «التعقل».

وذكر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر أن «الخطاب غير المسؤول» الذي تستخدمه روسيا بشأن الأسلحة النووية لن يردع دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا.