نظّم متظاهرون في جميع أنحاء الولايات المتحدة احتجاجات منسّقة خلال عطلة نهاية الأسبوع تحت شعار "50501" — والذي يرمز إلى 50 احتجاجًا في 50 ولاية من أجل قضية موحّدة، وذلك للتعبير عن معارضتهم لإدارة الرئيس دونالد ترامب.
ومنذ عودته إلى المنصب، أصدر ترامب أوامر تنفيذية أعادت تشكيل الحكومة الفيدرالية، شملت تقليص الحماية البيئية، وتقييد وصول وسائل الإعلام، وتشديد سياسات الهجرة.
وقد وجّه منتقدون انتقادات لاذعة لما وصفوه بهجمات على قرارات القضاء ونزاهة الانتخابات. وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات نتيجة القلق من تخفيضات حكومية يقودها إيلون ماسك عبر "وزارة كفاءة الحكومة"، إضافة إلى عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة.
واستهدفت الاحتجاجات طيفًا واسعًا من سياسات ترامب، بدءًا من تقليص حجم الوكالات الفيدرالية، وخفض برامج شبكة الأمان الاجتماعي، وصولًا إلى تنفيذ إجراءات صارمة في مجال الهجرة، يعتبرها المنتقدون خالية من الضمانات القانونية الواجبة.
اعتداء على الديموقراطية
وفي مدن رئيسية مثل واشنطن العاصمة ونيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا، أعرب المتظاهرون عن قلقهم من استخدام الإدارة للصلاحيات التنفيذية، وما يرونه اعتداءً على المبادئ الديمقراطية الأمريكية.
أما في سان فرانسيسكو، فقد شكّل المشاركون لافتة بشرية ضخمة على الشاطئ كُتب فيها: "اعزلوا وأقيلوا".
وفي بورتلاند بولاية أوريغون، سار الآلاف في وسط المدينة، في حين أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن متظاهرين في دنفر احتشدوا أمام مبنى الكابيتول بولاية كولورادو حاملين لافتات كُتب عليها "ابتعدوا!".
وفي مانهاتن، دوّى هتاف "لا خوف، لا كراهية، لا آيس في ولايتنا" في إشارة إلى إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، بينما مرّ المتظاهرون أمام برج ترامب والمكتبة العامة في نيويورك، وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".
ونشر الحساب الرسمي لحركة 50501 على منصة Bluesky: يُبلغ عن أكثر من 3 ملايين حتى الآن والأرقام ما زالت تتزايد!!"
وقال أحد المتظاهرين، الذي عرّف عن نفسه فقط باسم "توني"، خلال احتجاج في مدينة نيويورك ضد احتجاز المهاجرين، لمجلة "نيوزويك": "أنا هنا لأن هؤلاء الأشخاص اختُطفوا بشكل غير قانوني. في أمريكا، لدينا مبدأ أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وهناك مكان محدد يُبتّ فيه بهذه القضايا، يُسمّى المحكمة. حيث يُقدّم الطرفان الأدلة. هذا مبدأ أساسي في المجتمع الأمريكي. لكن إدارة ترامب تتصرف بالطريقة الإرهابية ذاتها التي تصرّف بها بينوشيه وغيره من الديكتاتوريين في هذه المنطقة."
وقالت سارة باركر، إحدى المنسقات الوطنيات لحركة 50501، لشبكة "سي إن إن": "نحن نرسل رسالة واضحة وعاجلة إلى البلاد وإلى من هم في السلطة: الشعب يراقب، نحن ننظّم صفوفنا، ولن نقبل التسلط الاستبدادي، أو السياسات الفاشية، أو تقويض حقوقنا المكفولة في الدستور."
وبينما يؤكد منظمو حركة 50501 أن عدد المشاركين في التظاهرات تجاوز الثلاثة ملايين خلال عطلة نهاية الأسبوع، لم تتمكن "نيوزويك" من التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.