مع بداية العد التنازلي لانتخابات الرئاسة الأمريكية تتوجه انظار المراقبين ومتتبعي الأحداث نحو المرشح الجمهوري، دونالد ترامب من أجل كسر عقدة تاريخية ظلت تطارد مرشحي الحزب الجمهوري في خسارة التصويت الشعبي والفوز بالرئاسة الامريكية عبر أصوات المجمع الانتخابي، وهي عقدة لازمت الحزب على مدى عقدين من الزمان .
عقدة تاريخية
وبحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية، فان الأصوات الشعبية المباشرة رغم أهميتها في انتخابات الرئاسة الأمريكية بوصفها تمثل وجدان الشعب الأمريكي الا انها ظلت صعبة المنال على الجمهوريين، وآخر مرة فاز فيها الحزب الجمهوري بالتصويت الشعبي كانت في عام 1988.
وبات المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، أمام تحدي مزدوج وهو الفوز بالرئاسة الأمريكية مع كسر العقدة التاريخية للحزب الجمهوري في خسارة التصويت الشعبي لاسيما وأن ترامب بوصفه رئيس أمريكي سابق وصل إلى قمة الهرم الأمريكي عبر بوابة المجمع الانتخابي، وخسر التصويت الشعبي مرتين، في عامي 2016 و2020
الخسارة أمام هيلاري وبايدن
وكان ترامب الجمهوري في حملته الأولى للبيت الأبيض، خسر التصويت الشعبي أمام منافسته الديمقراطية، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، بنحو 3 ملايين صوت، لكنه فاز بأصوات المجمع الانتخابي، ما أهّله للفوز بالرئاسة.
فيما خسر ترامب في عام 2020، التصويت الشعبي وأصوات المجمع الانتخابي أمام المرشح الديمقراطي، الرئيس الحالي جو بايدن، حيث حصل بايدن على نحو 7 ملايين صوت أكثر من ترامب في التصويت الشعبي، وحصل على 306 أصوات انتخابية مقارنة بـ232 صوتًا لترامب.
خماسية تاريخية نادرة
وبحسب تقرير اعدته وكالة أسوشيتد برس «أ ب» فان تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية يحفل بخمسة أحداث نادرة وطريفة في التعاطي مع صناديق الاقتراع، بعكس القواغد السائدة في معظم الانتخابات في العالم، التي تعتمد على تنصيب الرئيس عبر الاقتراع الشعبي، فيما يكون الحال في أمريكا الحصول على 270 صوتاً من المجمع الانتخابي لتكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما حققه خمسة رؤساء رغم خسارتهم للتصويت الشعبي وهم:
جاكسون وآدمز
أندرو جاكسون كان قد خسر أمام جون كوينسي آدامز في 1824، رغم أنه كان قد فاز بالأصوات على المستوى الشعبي وحتى المجمع الانتخابي، ولكن للكونغرس كان رأي آخر.
وعاد جاكسون للمنافسة في انتخابات 1828 والتي نجح فيها حينها ليصبح رئيسا للولايات المتحدة.
تيلدن وهايز
في 1876 فاز الديمقراطي صموئيل تيلدن على منافسه الجمهوري رذروفورد هايز، حيث كان الفارق بينهما بنحو 200 ألف صوت في الانتخابات الشعبية، ولكن الخلاف كان يتعلق بـ 20 صوتا، والتي حسمها في وقتها الكونغرس بصفقة بين الحزبين باختيار رذروفورد.
كليفلاند وهاريسون
في 1888 فاز غروفر كليفلاند بالانتخابات الشعبية أمام بنجامين هاريسون ولكنه خسر في أصوات المجمع الانتخابي، ولكنه عاد للفوز بالرئاسة في الدورة الرئاسية التي تلت هذه الفترة.
بوش وآل غور
قبل فترة غير بعيدة شهدت انتخابات 2000 التباسا كبيرا بين جورج دبليو بوش والديموقراطي آل غور.
وكان آل غور قد فاز بفارق 500 ألف صوت عن بوش على المستوى الوطني، لكن عندما فاز بوش بأصوات فلوريدا ارتفع مجموع أصوات الهيئة الناخبة إلى 271 ما حسم له الرئاسة.
ترامب وكلنتون
في الانتخابات الأخيرة التي حصلت في 2016 وفاز فيها دونالد ترامب، كانت منافسته هيلاري كلنتون قد فازت بالانتخابات الشعبية وبهامش كبير عن ترامب، ولكن الأخير فاز بأصوات المجمع الانتخابي، وهو ما كان الحسم في جعله رئيسا للبلاد.