القرصنة والعنف في مرمى الانتخابات الرئاسية الأمريكية

أصبح الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة مع تزايد شراسة المنافسة الانتخابية، أكثر إثارة للقلق بالنسبة للأمريكيين والعالم بأسره، حيث إن تطور الاستقطاب السياسي شجع على ظهور المزيد من العنف السياسي، كما حمل هذا الأسبوع تذكيرات مقلقة بشأن حجم المخاطر التي تحيط بالعملية الانتخابية، وأبرزت بشكل جلي مدى عزم خصوم واشنطن على التدخل في مسار الاقتراع أو محاولة تقويضه، وفقاً لكبار مسؤولي المخابرات الأمريكية، الذين حذروا من أن بعض الدول تحاول إثارة العنف المرتبط بالانتخابات.

بات الذكاء الاصطناعي بقدراته المتقدمة، خصوصاً ما صار يعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مقلقاً للمسؤولين الأمريكيين.

فهذه التكنولوجيا تنتج في دقائق معدودة محتوى يصعب التفريق بينه وبين ما ينتجه الإنسان، إذ إن الخطر يلوح في الأفق إلى ما هو أبعد من الأمن في مراكز الاقتراع المحلية، بدءاً من محاولات تخويف العاملين أو مسؤولي الانتخابات إلى الهجمات السيبرانية المحتملة على البنية التحتية الانتخابية أو الحملات أو المرشحين أو المسؤولين العموميين أو المنظمات السياسية، إلى التأثير الخارجي المصمم لتقويض العمليات والمؤسسات الديمقراطية وتوجيه السياسة، والتأثير على الرأي العام أو زرع الانقسام.

وقال مسؤولون في المخابرات الأمريكية، لـ «واشنطن بوست» إن روسيا وإيران والصين عازمة على «إثارة أقاويل مثيرة للانقسام» بين الأمريكيين، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر، لكن من المرجح ألا تتمكن تلك الدول من «التلاعب» بالانتخابات على نطاق من شأنه أن يؤثر في نتيجة السباق الرئاسي.

ومن المرجح جداً أن تنفذ «عمليات تضليل» بعد الانتخابات لخلق حالة من الغموض علماً أن مرشحة الديمقراطيين في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون اتهمت أمريكيين وروس بالتواطؤ في شن هجمات إلكترونية أدت إلى هزيمتها في الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى فوز دونالد ترامب.

قضايا مثيرة للانقسام

ويؤكد محللون أن الانتخابات كانت متقاربة كما تشير استطلاعات الرأي الحالية، فإن إتلاف حتى نسبة صغيرة من أوراق الاقتراع في ولاية متأرجحة، سواء أكان إتلافاً متعمداً أم إتلافاً غير مقصود من قبل المتظاهرين الهائجين، قد يعرض قدرات السلطات الأمريكية على تحديد الفائز في الانتخابات، علماً أن المرشحين الرئيسيين يتنافسون على بعض القضايا الأكثر إثارة للانقسام، من الإجهاض إلى الحروب الثقافية، والهجرة على الحدود الجنوبية والتي تشير السلطات إلى أنها قد تكون بؤر اشتعال.

ويتعين على حكام الولايات، وخصوصاً في الولايات السبع المتأرجحة، توفير المزيد من الأمن للعاملين في الانتخابات وأوراق الاقتراع نفسها، ليس فقط في يوم الانتخابات ولكن أيضاً من خلال فرز الأصوات وتصديقها من قبل الكونجرس في 6 يناير 2025.

قبول النتائج

يتوقع الناخبون صعوبة في قبول النتائج واستمرار التهديدات بالعنف، وأشار استطلاع للرأي لـ «وول ستريت جورنال» إلى أن 5 أمريكيين من كل 10، يتوقعون أحداث عنف بعد رئاسيات الخامس من نوفمبر المقبل، على خلفية التنافر العميق في البلاد وسط السباق المحتدم إلى البيت الأبيض.

كما أن محاولات ترامب الواسعة النطاق لرفض إرادة الناخبين والبقاء في السلطة بعد خسارته في عام 2020 تطرح مخاوف جديدة من أنه سيفشل مرة أخرى في الاعتراف بالهزيمة إذا خسر أمام كامالا هاريس، ولم يستبعد الرئيس الأمريكي السابق احتمال وقوع أعمال عنف من جانب مؤيديه إذا لم ينجح في الانتخابات الرئاسية.

فيما أشار استطلاع للرأي إلى أن 72 % من الناخبين يتوقعون أن كامالا هاريس ستعترف بالهزيمة إذا خسرت، في حين أن 24 % فقط من الناخبين يتوقعون أن ترامب سيعترف بالهزيمة في حال خسر الانتخابات.

وشهدت أمريكا أسوأ أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات مثل الهجوم الذي وقع في 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول (الكونغرس) ومحاولة اختطاف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وتمثل محاولة اغتيال ترامب الحلقة الأحدث في سلسلة من حوادث العنف السياسي التي برزت خلال السنوات الماضية.