إقبال تاريخي على التصويت المبكر.. الغلبة لترامب أم هاريس؟

مؤيدون لهاريس في «ناشيونال مول» بواشنطن قبل أسبوع من الانتخابات
مؤيدون لهاريس في «ناشيونال مول» بواشنطن قبل أسبوع من الانتخابات

قبل 4 أيام على موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في الخامس من نوفمبر، تشهد مراكز الاقتراع في الولايات المختلفة إقبالاً لافتاً على التصويت المبكر، فاق 50 مليون تصويت، فلمن تكون الغلبة، لمرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس، أم مرشح الجمهوريين دونالد ترامب؟ علماً أن التصويت المبكر قوة خفية قد تحسم النتائج في ولايات رئيسة قبل أن يصل يوم الانتخابات.

ففي مشهد انتخابي متقارب للغاية يصبح كل صوت حاسماً، ولاسيما الأصوات المبكرة التي تعد أداة فعالة لاستباق يوم الانتخابات، يشهد التصويت المبكر في انتخابات نوفمبر إقبالاً تاريخياً، يضفي على التصويت أهمية استراتيجية غير مسبوقة. وحسب «متتبع التصويت المبكر»، تشير البيانات إلى أن نحو 39 بالمئة من الناخبين المسجلين الذين صوتوا مبكراً، هم من الديمقراطيين، بينما يشكل الجمهوريون حوالي 36 بالمئة.

صعب التكهنات

ويكثف المرشحان، كامالا هاريس، ودونالد ترامب، حملاتهما الانتخابية في الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض. يبدو أن الجمهوريين يستجيبون لدعوة ترامب، ومع ذلك، يصعب التكهن بما يعنيه هذا بالنسبة للانتخابات، فلا يزال الوقت مبكراً نسبياً، فيما تعمل كامالا هاريس جاهدة لتجنب الأخطاء التي ارتكبتها هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، حيث كانت كلينتون أول مرشح ديمقراطي يخسر ولايات مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.

عملياً، لم يقم ترامب أبداً بارتكاب خطأ، بينما تلاعبت أو تهربت هاريس من الأسئلة حول كيف ستبدو رئاستها مختلفة عن الإدارة الحالية، التي هي جزء منها، وتواجه معركة شاقة عندما يتعلق الأمر بتغيير رأيها، ويرجع ذلك جزئياً إلى الصور النمطية «بما في ذلك التصور الخاطئ بأن النساء متقلبات ولا يمكن الوثوق بهن في القيادة بشكل حاسم».

انتقادات

ويواجه الرئيس جو بايدن انتقادات شديدة بعد وصفه خلال مكالمة انتخابية أنصار ترامب بأنهم «قمامة»، فهل هذه الهفوة سيستغلها الجمهوريون للتأثير على مسار هاريس الانتخابي؟

ورغم أن الجمهوريين لا يزالون يكرهون التصويت بالبريد، إلا أنه شوهد تحسن نصيبهم من التصويت المبكر في العديد من الولايات، لكنهم لا يزالون يتخلفون عن الديمقراطيين، خاصة في ولاية بنسلفانيا، حيث لا يوجد خيار التصويت الشخصي المبكر.

بخلاف الولايات المؤيدة لنائبة الرئيس الديمقراطي مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو للرئيس الجمهوري السابق مثل كنتاكي أو أوكلاهوما، توجد ولايات يطلق الأمريكيون عليها اسم «الولايات المتأرجحة».

من الواضح أن ولاية بنسلفانيا تشهد المنافسة الأكبر، حيث فاز ترامب بفارق ضئيل في عام 2016، وكذلك الرئيس الحالي جو بايدن في عام 2020.

فيما تُعد ولاية ميشيغان معقلاً آخر للديمقراطيين منحت دعمها لترامب في عام 2016 في خطوة غير متوقعة، لكن عادت الولاية وصوتت لصالح جو بايدن في عام 2020.

في ولاية ويسكونسن أيضاً، خسر الديمقراطيون في عام 2016 لكنهم فازوا في 2020. أما أريزونا، باعتبارها ولاية حدودية مع المكسيك، مهتمة أكثر من أي وقت مضى بمسألة الهجرة غير الشرعية. إن أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون الحدود آخذة في التناقص بالفعل ولكن المهم هنا هو الشعور، وكيف ينظر الناخبون المحتملون إلى الواقع نفسه من خلال عدستين مختلفتين. وحتى الآن لم يتم الفصل بين ترامب أو هاريس، أما كارولاينا الشمالية هي الولاية الوحيدة من بين «الولايات المتأرجحة» السبع التي صوتت للحزب الجمهوري في 2020.

ورغم أن جميع الولايات توفر خيار التصويت عبر البريد، إلا أن 3 ولايات فقط، وهي ألاباما، ميسيسيبي، ونيوهامشر، لا تتيح التصويت الشخصي المبكر.

خيارات عميقة

وأوضحت العديد من الدراسات التي تم نشرها حول سلوكيات التصويت أن الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم عبر البريد يفكرون في خياراتهم «بشكل أكثر عمقاً وشمولاً».

تُظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة متعادلة تقريباً، مع تعادل هاريس وترامب في بعض الولايات الحاسمة أو تقدمهما أو تأخرهما بفارق ضئيل، وكل ذلك ضمن هامش الخطأ الإحصائي. وقد يكون بضعة آلاف من الأصوات في كل من الولايات السبع الرئيسية حاسمة، أما فيما يتعلق بعملية فرز وعد الأصوات، فتبدأ معظم الولايات في عد الأصوات المبكرة يوم الانتخابات نفسه، في حين تشترط بعض الولايات الانتظار حتى إغلاق مراكز الاقتراع قبل البدء في العد.