يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، بعد فوزه على نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومن المتوقع أن تحمل الأيام المئة الأولى من إدارته الثانية إصلاحات محافظة واسعة.
وبعد أن فاز بـنحو 312 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي مع حسم الولايات المتأرجحة المهمة، اعتبر ترامب فوزه "تفويضاً" لتنفيذ السياسات التي وعد بها خلال حملته الانتخابية، لكن الواقع في واشنطن الآن مختلف مقارنةً بفترة حكمه الأولى، فقد عزز الجمهوريون وجودهم في مجلسي النواب والشيوخ، ويبدو أن العديد من المشرعين أصبحوا أكثر استعداداً لدعم أجندة ترامب مقارنةً بما كان عليه الحال في 2016.
مع ذلك، فإن وجود عدد من الجمهوريين المعتدلين يعني أن مقترحاته ستواجه بعض العوائق، إضافة إلى ذلك، يفتقر الجمهوريون إلى الأصوات الكافية لتجاوز "الفيليباستر" في مجلس الشيوخ، وهو عُرف برلماني أمريكي يستخدمه الأعضاء في مجلس الشيوخ لعرقلة أو تأخير أو حتى منع تمرير مشروع قانون، ما سيشكل تحديات إضافية لأجندته التشريعية.
وفي قراءة فاحصة لمجلة "نيوزويك" حول ما قد تحمله الأيام المئة الأولى من فترة رئاسة ترامب الثانية، نجد:
الاقتصاد أحد الركائز الأساسية لحملة ترامب في 2024، ومن المتوقع أن يستمر هذا الموضوع في كونه محوراً رئيسياً في الأيام المئة الأولى من ولايته، وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن العديد من الأمريكيين كانوا غير راضين عن الوضع الاقتصادي في البلاد، وهو وتر عزف عليه ترامب كثير خلال حملته.
يعتزم ترامب تنفيذ سياسات تهدف إلى تقليص الضرائب، بما في ذلك خفض الضرائب على الأجور التي يتلقاها العمال الذين يعتمدون على الإكراميات، إضافة إلى خفض ضرائب الشركات. وأشار تقرير من زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيف سكاليس، نشرته "أكسيوس"، إلى أن الجمهوريين في مجلس النواب سيركزون على تثبيت خفض الضرائب، إضافة إلى تقليص ما يعتبرونه "لوائح تنظيمية مفرطة" وفرض خفض في الإنفاق الحكومي.
الهجرة
من المتوقع أن يشكل ملف الهجرة أحد الموضوعات الأساسية في الأيام الأولى من رئاسة ترامب، ففي حديثها لشبكة "فوكس نيوز" بعد إعلان فوز ترامب، أكدت المتحدثة باسم حملته، كارولين ليفيت، أن أولوياته تشمل إطلاق عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين في البلاد.
قد يبدأ ترامب في تنفيذ هذه السياسات من خلال إلغاء حالة "الحماية المؤقتة" التي تسمح للمهاجرين بالعمل بشكل قانوني في الولايات المتحدة، واستخدام الشرطة المحلية في برامج الترحيل، كما أفادت تقارير للإذاعة الوطنية. لكن من المرجح أن تواجه جهوده هذه تحديات قانونية ولوجستية، وقد قدر مجلس الهجرة الأمريكي، أن تنفيذ الترحيل الجماعي قد يكلف نحو 7.3 مليارات دولار.
الطاقة
"النفط، النفط، النفط".. ردد ترامب هذه الكلمة خلال حملته كثيراً، لا سيما في الولايات التي تعتمد بشكل كبير على صناعة النفط مثل بنسلفانيا، بما يوحي بأنه سيولي اهتماماً خاصاً بقطاع الطاقة في الأيام الأولى من رئاسته.
ومن المنتظر أن يسعى ترامب إلى تعزيز إنتاج الطاقة من خلال فتح الأراضي الفيدرالية أمام التنقيب عن النفط والغاز، إضافة إلى إلغاء السياسات البيئية التي وضعها الرئيس جو بايدن، لا سيما تلك المتعلقة بقانون خفض التضخم الذي أقره الأخير.
حروب ثقافية
وعد ترامب خلال حملته بتوقيع أمر تنفيذي في اليوم الأول من رئاسته يفرض على المدارس الابتعاد عن "نظرية العرق النقدي" و"جنسانية الهوية"، وهو موضوع يشعل النقاشات في الأوساط التعليمية الأمريكية.
كان الجمهوريون قد سعوا إلى تمرير تشريعات تحظر تدريس موضوعات مثل الهوية الجندرية في بعض المدارس، معتبرين أن هذه الموضوعات يجب أن تكون تحت إشراف الوالدين، بينما يرى النقاد أن هذه السياسات تستهدف بشكل غير عادل أفراد.
سياسة خارجية
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، من المتوقع أن يسعى ترامب إلى إعادة ضبط سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا وأوكرانيا، حيث أكد في تصريحات سابقة، أنه سيكون قادراً على إيقاف الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة من توليه منصب الرئيس، وهو ما أثار شكوك الخبراء الذين رأوا أن ذلك الهدف غير واقعي.
عموماً، من المرجح أن يتخذ ترامب خطوات لتقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا، في سياق انتقاده لسياسات بايدن المتعلقة بالصراع هناك.
فريق العمل
سيبدأ ترامب في تعيين شخصيات رئيسية في حكومته خلال الأيام الأولى من رئاسته، وتشمل هذه المناصب وزيري الدفاع والخزانة، إضافة إلى تعيين شخصيات مؤثرة على الحدود والعدالة.
في ولايته الأولى في 2017، نال معظم مرشحي ترامب لمناصب وزارية دعماً من الحزبين، باستثناء بعض الحالات مثل وزيرة التعليم بيتسي ديفوس، التي واجهت معارضة من بعض الجمهوريين مثل السيناتور سوزان كولينز وليزا موركوفسكي، لكن نائب الرئيس حينها، مايك بنس، كسر التعادل لصالحها.