يعقد مجلس النواب الليبي جلسة عامة الثلاثاء المقبل، لبحث مآلات حوار جنيف للمسار السياسي المنبثق عن مؤتمر برلين في وقت يتولى الجيش الليبي خلال هذه الأيام إعادة انتشاره بعدد من مدن وقرى غرب البلاد.

يتولى الجيش الليبي خلال هذه الأيام إعادة انتشاره بعدد من مدن وقرى غرب البلاد، وفي هذا السياق، وجه آمر المنطقة العسكرية الزاوية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، اللواء عبدالله نور الدين الهمالي، اليوم، تعليمات هامة للوحدات العسكرية بمدينة العجيلات غرب العاصمة طرابلس.

وفي زيارة إلى الوحدات العسكرية العاملة بمنطقة العجيلات، وجه الهمالي تعليماته بضرورة إعادة تنظيم الوحدات العسكرية، مشيراً إلى أن من يتخلف سيتم محاكمته أمام المحاكم العسكرية بتهمة الخيانة والتخلي عن الواجب العسكري.

كما أكدت قاعدة «الوطية» الجوية المتاخمة للحدود المشتركة مع تونس جاهزية سلاح الجو الليبي لتنفيذ الأوامر الصادرة عن القيادة العامة في ظل استمرار الميليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب الناشطين تحت مظلة حكومة الوفاق، في خرق الهدنة المعلنة منذ 12 يناير الماضي.

حل الميليشيات

في الاثناء دعا عضو مجلس النواب محمد العباني إلى حل الميليشيات في ليبيا ونزع سلاحها، وقال في بيان إن حل الميليشيات، ونزع سلاحها إن لم يتم طوعاً، فحلها كرهاً أمراً لا مفر منه.

وأضاف العباني موجهاً حديثه للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أنه لا حل إلا بحل الميليشيات، مردفاً أعلم أن الوقت ثمين.

وفي انتظار جلسة الحسم حول المشاركة في حوار جنيف المنتظر إطلاقه في 26 فبراير الجاري، والتي سيعقدها مجلس النواب الثلاثاء، أكد عضو المجلس الصالحين عبدالنبي إن البرلمان اتخذ العديد من القرارات في بداية العام منها قرار بإلغاء المصادقة على الاتفاق السياسي وكل ما نتج عنه.

وأضاف أنه على أعضاء مجلس النواب احترام قرارات المجلس أو إلغاءها في حال لم يتم احترامها، معرباً عن أسفه إزاء اختراق البعثة الأممية لمجلس النواب من خلال النواب الذين يستجيبون لمطالب موظف في البعثة الأممية عوضاً أن يكونوا على قدر من المسؤولية والهيبة، معتبراً أن البعثة تعمل على شق الصف بين النواب من خلال تعاملها مع الجسم الموازي المتواجد بطرابلس.

انحياز واضح

واستطرد عبدالنبي:«البعثة واضح أنها انحازت للطرف الموجود في طرابلس وقالت إننا سنختار من الموجودين في طرابلس ومن المفروض للبعثة أن تقوم على ترميم مجلس النواب ويرجع أعضاء مجلس النواب في طرابلس لطبرق أو الرجوع لبنغازي»، لافتاً إلى أنه على البعثة إلزام نواب طرابلس بالرجوع إلى طبرق للنقاش واختيار الأعضاء من خلال قبة البرلمان وليس إرسال أسماء الممثلين عن مجلس النواب في طرابلس للبرلمان في طبرق.

وفي تعليق على ما ورد في كلمة القائد العام للجيش الليبي المشير حفتر أمس، أكد مصدر عسكري ليبي بالمنطقة الغربية لـ«البيان» أن الجيش الليبي يحافظ على جميع مواقعه ويتلقى العزيزات الكافية من حيث العتاد والأفراد تحسباً لكل جديد، واستعداداً لتنفيذ أوامر القيادة العامة، لافتاً إلى أن «القوات المسلحة مصرة على حسم المعركة ولن تترك طرابلس تحت حماية الأتراك أو ملاذاً لإرهابيي المنطقة والعالم أو مركزاً لتجميع المرتزقة الفارين من بلدانهم الأصلية».

وتابع المصدر أن «الجيش الليبي يدرك أن هناك شعباً ينتظر حسم الصراع ضد الميليشيات الإرهابية والإخوانية الخارجة عن القانون والتي أوصلت البلاد إلى ما أصبحت عليه، ولذلك فهو على أهبة الاستعداد لإتمام المهمة، خصوصا في ظل إدراك العالم لحقيقتين مهمتين وهما استمرار التدخل التركي السافر عبر نقل المرتزقة الأجانب وتهريب السلاح، واستحالة التوصل إلى حل سياسي في ظل استمرار حكم الميليشيات التي لم يتم التواصل إلى أية آلية لحلها وجمع أسلحتها».