يقول أحدهم إنه تأثر كثيراً بما عرضه الإعلام حول معتقلي سجن صيدنايا، فثارت في داخله نزعة المعرفة والتقصّي، وذهب يبحث في الأدب تحديداً عن الأعمال والروايات التي تناولت أدب السجون، فوجدها كثيرة، لكنها جميعها كتبت بيد روائيين عرب، من مختلف الأقطار العربية، وأنه لم يجد سوى رواية أو اثنتين لكتاب غير عرب، أشهرهم (مذكرات من البيت الميت)، للأديب الروسي دوستويفسكي.
وقد توصل بذلك إلى نتيجة مفادها أن السجون في بلاد العرب مفتوحة على مصراعيها لكل من عبَّر عن رأيه في دولة يحكمها طاغية، وهي خلاصة توصل إليها الصغار والكبار منذ أيام فرعون وهامان، وليست مقتصرة على الحكام الطغاة في العصر الحديث، أو البلاد العربية، لكن، وهذا ليس دفاعاً عن الأنظمة العربية، فإن العالم الغربي أنتج العديد من أدب السجون والمعتقلات وقمع الحريات، لنستعرض أهم ما كُتب في الغرب مما وصلنا عبر الترجمة:
أشهر الأعمال السوداوية التي تناولت القمع وحكم الطغاة، كانت رواية البريطاني جورج أورويل (1984)، فهذه واحدة من أشهر روايات أدب الديستوبيا، أو المدينة الفاسدة، التي يحتشد فيها كل موبقات الأنظمة الديكتاتورية: وضع الشعب تحت الرقابة الدائمة، التلاعب بأذهانهم عبر الإعلام، سجنهم لأتفه وأصغر أسباب المخالفة والمعارضة وكسر قوانين الطاغية، ثم لا رأي ولا تعبير ولا معارضة بأي شكل من الأشكال، مع تكاثف درجات الفساد والقذارة والبؤس والخراب في المدينة.
ثاني الأعمال شهرة، رواية (فهرنهايت)، التي كتبها الروائي الأمريكي راي برادبري، وهي رواية عالمية، تحكي عن قصة الأنظمة الشمولية القمعية، التي تحرّم القراءة، وتحرق الكتب، وتعاقب بالسجن كل من يخالف هذه التعليمات المحرمة لامتلاك أي نوع من الكتب، وقد جاءت الرواية، كرد فعل على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السيناتور جوزيف مكارثي على الكتاب والمثقفين في أمريكا.
وهناك العديد من الروايات السوداوية، التي تحكي عن كوارث ما كان يحدث ضد السجناء في سجن غوانتانامو الأمريكي.
(كتابات من السجن)، الذي كتب حول السجين الإيرلندي بوبي ساندز، الذي أضرب عن الطعام في أحد سجون بريطانيا، دفاعاً عن قضية بلاده إيرلندا، وقد مات في اليوم الستين ربما للإضراب، وبعده توفي عدد من المضربين في السجن نفسه.