منصة «ميدار» التي أسسها ويدير مادتها الإعلامية بانتقائية رشيقة ومفيدة ومتنوعة، الزميل (محمود العوضي)، واحدة من أحدث المنصات الإعلامية في الفضاء الإلكتروني، منصة تقدم مادة إعلامية تتوافر فيها الكثير من مواصفات المادة التي يرغب المتابع والقارئ والمثقف اليوم أن يعرفها ويتابعها في ظل إكراهات واقع عملي متسارع يتصف بذاكرة أشبه بذاكرة الجولدن فيش، أو السمكة الذهبية في أحواض سمك الزينة!
أتابع «ميدار» منذ بدايات بثها، وأجد في مادتها مخزوناً جيداً للتعريف بالكثير من المجالات، وخاصة ما يتعلق بالجانب السوسيولوجي لتطور مدينة دبي، سياسياً واجتماعياً وخدمياً، متى ظهر كل شيء في دبي، متى ازدهرت التجارة، وتطورت الخدمات، ودخلت المياه النظيفة للبيوت، وحورب الاحتكار و... إلخ، وليس دبي فقط، فهناك ما يخص السينما والفن عموماً، والرياضة والاقتصاد والسياسة...
ما يجذبني هو تلك التحقيقات المصورة حول تاريخ مدينة دبي، وأتمنى صادقة أن يتم تطوير هذه المادة التي تشكل نواة ثرية ومهمة لتتحول إلى أفلام وثائقية تحفظ وتؤرخ ذاكرة المدينة، ومستوى تفكير قياداتها التاريخية (الشيخ سعيد آل مكتوم، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم)، حيث تظهر التحقيقات التي تستند بلا شك إلى أرشيف ووثائقيات أخرى، لا أشك أنها محفوظة في مؤسسات دبي العتيدة والعريقة، كشركة كهرباء ومياه دبي والبلدية والأرشيف الوطني!
هذه المادة يمكنها كذلك أن تتحول إلى مادة مكتوبة تدرس لطلاب المدارس في دروس اللغة العربية، حول نموذج دبي، في نواحي التطور الاجتماعي والتخطيط الحضري، والخدمي والاقتصادي، فتسييج ذاكرة أبنائنا بهذه المعلومات يمنحهم الكثير من الاعتزاز والشعور الوطني بالانتماء والفخر بمدينة إماراتية عربية تشكل نموذجاً غير مسبوق في التطور والنمو.
بالمناسبة الميدار هو السنارة التي تستخدم لصيد السمك، وهنا فإن الاسم يكشف عن ذكاء شديد في توظيفه كاسم لمنصة إعلامية، حيث يموج السوق الإعلامي بآلاف المنصات والمنابر الإعلامية الإلكترونية التي تحاول استقطاب أكبر عدد من القراء، وصولاً لاقتناص نصيب من كيكة الإعلانات، ولهذا فإن توظيف (أخبار صراعات وفضائح الفن وأجساد الفنانات والإشاعات والأخبار التافهة... ) هو الأكثر رواجاً، وهو صيد فسد لكثرة ما استخدم وأعيد استخدامه.. لذلك فإن التوجه لتحرير مادة جاذبة ومفيدة يعتبر صيداً ليس من السهل الظفر به!!