في تقييمها لرواية «أربطة» تقول جريدة الناشيونال بوست «إنها دراسة بارعة عن مرور الزمن»، بينما كتب محرر الملحق الأدبي لصحيفة «التايمز»: «إنها حكاية محكمة عن مجزرة منزلية».

ما هي هذه المشكلة العائلية، التي يمكن أن تتحول إلى «مجزرة عائلية»؟ أصل الحكاية التي يقدمها لنا الكاتب دومينيكو ستارنونه تدور حول «فاندا» وزوجها «ألدو»، وما أصاب علاقتهما الزوجية من تفكك، على غرار ما يحدث في معظم العلاقات المماثلة، حيث تتوالى الأزمات، الخلافات، الأذى اللفظي، وأحياناً الجسدي، الذي يلحقه أحدهما بالآخر، وبمرور الأيام يزيد الصدع، إلا أن الزواج كما يبدو من الخارج صامد، والعلاقة سليمة، والحياة الأسرية مستمرة، بينما الحقيقة شيء مختلف تماماً !

العلاقة التي تتعرض للصدمات، والخدوش باستمرار تتآكل، تضعف درجة مقاومتها بالتدريج، تصبح أكثر استعداداً للكسر في كل مرة تتعرض فيها لضربة جديدة، فالعلاقات الرومانسية والأشخاص، الذين لديهم ذلك الاستعداد الحقيقي والصادق لاحتمال أذى الشريك والتضحية لأجل العائلة والأولاد و… يذبلون تدريجياً بفعل القسوة، أما إذا تكاثرت الطلقات في لحم الروح فإنهم حتماً يموتون، الخيانة واحدة من الطلقات، التي لا تنسى ولا تغتفر، إن المودة والإخلاص هما ملح الحياة فإذا فسد الملح فلا شيء ممكن أن يحفظ العلاقة !

الإشكال الكبير هنا أنه على مستوى العلاقات داخل الأسرة فإن الأذى يتجاوز الزوجين ليصل إلى الأبناء، الذين يعيشون تآكل العلاقة، وازدياد حالة الجفاف في العلاقة بين الوالدين، لأن النتيجة غالباً ما تكون مدمرة أو «مجزرة» فعلاً، فالجفاء يعقبه الهروب من المنزل بشكل دائم، ثم الدخول في علاقات بديلة أو تعويضية من قبل الأب عادة (وهذا ما حصل في الرواية)، وقد تلجأ المرأة لذلك أحياناً !

إن الشرخ الذي يظهر ولا يرى يستمر في التعمق، ومع مرور الوقت تصبح العلاقة أشبه بإناء محطم فعلاً، حتى وإن لم يعترف الطرفان بذلك، أو حاولت الزوجة ترميم الكسور، وحاول الزوج إظهار الندم !