إن زيارة واحدة للاطلاع على محتويات مكتبة محمد بن راشد لا تكفي، وإن المتعة والإحساس بالسعادة والفخر كوننا أنجزنا عملاً عملاقاً كهذا سيستمران مع الزائر طويلاً، وهذا ما شعرت به، وما دفعني للكتابة عنها، ذلك أن دقة إنجازها وعظيم محتوياتها يشهدان على جهد عظيم ونبيل وحقيقي قام به رئيس مجلس إدارة مؤسسة المكتبة الأديب محمد المر، والفريق الذي عمل معه طيلة 3 سنوات امتدت منذ التأسيس ووضع الخرائط والمخططات ومتابعة العمل، وصولاً لتوفير المحتوى، الذي يتجاوز توفير الكتب والمخطوطات والمصادر لما هو أكبر وأهم وأكثر شمولية واتساعاً وندرة في الوقت نفسه، لتتحول المكتبة إلى مركز ثقافي متعدد الوظائف والأثر والتأثير، ومنارة عالية تستقطب الجميع وتشع بنور معارفها إلى أبعد ما يمكن أن نتصور.

وها هي المكتبة قد أُنجزت كأفضل ما يكون وأكبر مكتبة في الشرق الأوسط، تضم ملايين الكتب ومصادر المعرفة المتعددة، إضافة لاحتوائها كنوزاً وذخائر لا يوجد لها مثيل سوى في كبرى مكتبات فرنسا وبريطانيا، مخطوطات لكتب عظيمة في تاريخ الإنسانية: في الطب والزراعة والتشريح و...، وأطالس وطبعات أولى من كلاسيكيات خالدة ونادرة، ونماذج من مصاحف فارسية وهندية وعثمانية وأندلسية وأموية لا تقدر بثمن.

تعتبر هذه المكتبة العظيمة واحدة من أكبر المراكز الثقافية في الشرق الأوسط، وتنضم إلى أعرق مكتبات العالم، كمكتبة الإسكندرية العملاقة، ولتنافس بذخائرها أهم المكتبات، خاصة وأنها تستقبل باستمرار تلك الهدايا النادرة من مجموعات كبار جامعي النوادر والآثار الأدبية، الذين يرفدون المكتبة بمجموعات لا تقدر بثمن، كالمجموعات النادرة التي قدمها الأديب محمد المر للمكتبة مشكوراً.

تتألق المكتبة من الخارج بشكل معماري فريد، وبتصميمات داخلية تمازج بين البساطة والأناقة والرقي، كما أدخلت الميكنة والذكاء الاصطناعي والروبوتات لتسهيل إجراءات الحصول على الكتاب، إضافة لقاعات الاجتماعات المتخصصة، والقراءة الحرة وقاعة المعارض المختلفة، وقاعات لكتب الأطفال والمسرح، وأكبر مكتبة اقتصادية، وغيرها.