«علمتنا الأيام وعلمناها أن المستحيل وجهة نظر، وأنه لا يوجد حدود للتميز في السباق نحو الريادة، كما علمتنا وعلمناها أن الرؤية الواضحة والعزيمة القوية والرجال المخلصين يستطيعون تحويل الحلم إلى حقيقة».. هذه واحدة من أهم وأجمل ما قاله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرجل الذي يصفق لكل إنجاز فردي أو جماعي، إماراتي أو عربي، مؤكداً بثقة أن «المستحيل ليس عربياً»، و«كلمة مستحيل ليست في قاموس دولة الإمارات».

على هذه الرؤية الطموحة جداً، والسباقة بما لا يمكن اللحاق بها بنت دولة الإمارات برنامجها الطموح لاستكشاف الفضاء بدءاً بالمريخ، الذي تابعناه وتابعه العالم، واليوم إلى القمر، وغداً إلى ما هو أبعد وأكثر نفعاً للإنسانية، فقد أطلقت الإمارات المستكشف راشد للهبوط على سطح القمر، لتكون بذلك الدولة الرابعة عالمياً والأولى عربياً التي تهبط على سطح القمر، في رحلة طويلة تستغرق حسب الخبراء ما يقارب خمسة أشهر، ما يعني أن المستكشف راشد سيصل إلى هدفه في شهر أبريل من العام المقبل 2023.

المستكشف راشد جزء من برنامج فضائي طموح لدولة الإمارات، كما أعلن الشيخ محمد، وهو برنامج بدأ ولن يتوقف، لأن الإمارات ماضية بكل جدية نحو كسر حاجزين؛ حاجز انعدام الثقة في الإرادة والإمكانات العربية، والذي تسبب في سجل حافل من التردد والغياب العربي الكامل عن هذا المضمار عن المشاركة في المنجز الفضائي العالمي، وحاجز الخوف الذي سيطر على الذات العربية وجعلها تنظر لنفسها بعجز، وبأن هذا المجال ليس لها.

لقد انكسرت كل الحواجز اليوم، وانتهت الأساطير. الحياة والمستقبل محكومان بالعلم والإرادة والتنافس، وهذا متاح للجميع، لا سيطرة لأمة ولا لشعب ولا لجنس على أي مجال، الميادين متاحة للجميع بالتساوي، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ولقد قررت الإمارات منذ زمن أن تكون في المقدمة دائماً.