في حياتنا، كما في حياة كثيرين ممن نعرفهم، هناك نقطة مفصلية حدثت ذات يوم، كاتخاذ أحدنا قراراً حاسماً تغيرت حياته على أثره، فلم تعد الأمور كما كانت قبل اتخاذ ذلك القرار، تخيل شخصاً يقرر أن يغير عمله، أو يهاجر من بلده، أو أن تقرر امرأة بعد حياة زوجية طويلة أن تنفصل عن زوجها، أو…. أو كل القرارات التي تنقل الإنسان من وضع حياتي معين إلى آخر مختلف وجديد، ولم يكن في الحسبان يوماً التفكير فيها، السؤال: كيف يتخذ الإنسان قراراً حاسماً كهذا وهو يعلم التبعات التي ستترتب عليه؟

لا شك في أن الآثار المترتبة على التغيير الجذري ستكون كثيرة ومكلفة كذلك، هذا أمر لا جدال فيه، لكن لو لم يكن الأمر يستحق المغامرة والتضحية لما أقدم الإنسان على أي تغيير في حياته، حيث إن التغيير كمبدأ وقرار من أكثر الأمور صعوبة في الحياة؛ لأنه يشبه قفزة في الهواء، قفزة إلى المجهول، ومعروف أن الإنسان عدو لما يجهل، يخاف أن يسير في طريق لا يعرف ما فيه؛ لذلك يحب أن يبقى دائماً في المنطقة الآمنة، منطقة الراحة المعروفة التي يعرف تماماً كل شيء فيها.

إذن هناك في لحظة حاسمة، بالصدفة أو بغيرها، تتجمع الأسباب والدوافع التي تجعل أحدنا يرى أن الإجابة الوحيدة التي علينا اتخاذها اليوم هي التغيير، فنقول لأنفسنا أو أن عقلنا يقول لنا: لقد آن أوان التغيير، جاء وقت ترك هذا العمل، هذا المكان، هذا البيت، هذا التخصص، هذا الصديق… إلخ، لقد عانيت أو تعبت أو استهلكت، ولم تعد هناك فائدة من البقاء، الحل في الخروج من هذه الدائرة.

متى ما قررت أنك تستطيع أن تغادر بقعة راحتك وأمانك، وصرت مستعداً لخوض مغامرة التغيير، وأنك لست خائفاً من شيء، لحظتها ستمضي بك رياح التغيير صوب غايتك، وهدفك، والأفق المختلف الذي اخترته أنت هذه المرة، وضحيت لأجل الوصول إليه.