يتحدث الناس عن الشهرة والمشاهير في المجتمع بشكل دائم، وبصوت عالٍ ناقد أحياناً، غاضب في أحيان أخرى، ومعجب في أحايين كثيرة، والمشاهير عادة ما ينتمون إما للطبقات العليا في أي مجتمع من المجتمعات، كأمراء وأميرات الأسر المالكة في أوروبا مثلاً، أو أنهم يأتون من عالم السينما والغناء والرياضة، وتحديداً كرة القدم وعروض الأزياء و.. وهكذا، حيث تضفي الشهرة على أصحابها هالة من الألق والحضور والقبول، بسبب الأخبار التي تتدفق حولهم باستمرار، ما يجعلهم في بؤرة الضوء دائماً، وما يجعل الجماهير تسعى خلف أخبارهم وأسرارهم.

ولأجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة والمال، تأسست صحف خاصة لأخبارهم وفضائحهم، تُعرف بالصحافة الصفراء، وصحافيين ومصورين (الباباراتزي)، لا عمل لهم سوى مطاردة هؤلاء، والتلصص عليهم، واقتناص الصور المثيرة لهم، وعرضها للبيع بأعلى الأسعار للصحف والمجلات، كما كان الحال مع الأميرة ديانا، التي قيل بأن مطاردة الباباراتزي لها، هو ما أودى بحياتها في حادث النفق المأساوي!!

تسهم الآلة الإعلامية في خلق حالة أسطورية وقصص خيالية عن هؤلاء، تزيد في تعلق الناس بهم، لأنهم في نهاية الأمر المادة الملهمة التي تغذي صفحات الجرائد والمجلات، وتبيع الوهم والكذب لملايين من البشر، يرون في هؤلاء المشاهير متعتهم وتسليتهم، والأشخاص الذين يحلمون ليكونوا مثلهم، أو يعيشوا الحياة التي يعيشونها!!

أما قديماً، فكان الإنسان يستمد شهرته ومعرفة الناس به من ثوابت معروفة: كمكانة وقوة عائلته، ثرائه ومركزه الاجتماعي، طبيعة عمله، صلاحه وأعماله ومبادراته الخيرية… هذا عندما نقصد الشهرة في معناها المعروف والتقليدي، فالشهرة لا تعني الغنى، وأن تكون محط اهتمام الصحافة فقط، أو أن يشير إليك الناس في الأسواق والأمكنة التي توجد فيها، حيث هناك مشاهير من نوع آخر تماماً، لكنهم ينتمون أيضاً لعالم الشهرة.

فالقاتل وزعيم عصابات المافيا والديكتاتور، أشخاص مشهورون كذلك، وهل هناك أكثر شهرة من الديكتاتور أدولف هتلر مثلاً؟ إذن، فالشهرة، كما كل شيء في هذه الحياة، لها وجه آخر غير الذي نعرفه ونحبه..!