السؤال الأول الذي يتبادر لأذهان الملايين من المتابعين للسياسات الأمريكية ولآخر انتخاباتها، التي انتهت بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً باعتباره الرئيس الـ47 للولايات المتحدة هو:

ما الذي يريده ترامب بالفعل بكل هذه السياسات والقرارات الدراماتيكية التي أعلن عنها خلال برنامجه وحملته الانتخابية؟ وهل سيفي فعلاً بهذه الوعود التي يبدو بعضها مستحيلاً ومتهوراً وقد يقود لتأزيم الأوضاع عالمياً؟

إن الذين يتابعون سياسات الولايات المتحدة، ينظرون إليها باعتبارها القوة السياسية الأولى التي تقود العالم اليوم وتحدد مسارات الكثير من الأوضاع والعلاقات على المستوى الدولي، لأنها تتحكم بموازين القوى العسكرية والنووية والاقتصادية،.

كما تمتلك قوة نفوذ لا تجابه، ولا منافس لها في المنظمات العالمية، على قرارات الحرب والسلم في الكثير من النقاط الساخنة حول العالم، بسبب نفوذها وتمدد علاقاتها مع دول العالم، وبالتأكيد بسبب تفوقها المطلق وسيطرتها على موازين القوة العسكرية.

لذلك وبحسب ما جاء في مقال تحليلي عميق للأمريكي جيمس فيتزجيرالد في الـ bbc، حول ما يريد ترامب وما هي أولوياته وهل سيفي بها فعلاً أم لا، يقول إن الرئيس قد وعد فعلاً باتخاذ إجراءات بشأن قضايا مثل الهجرة والاقتصاد والحرب في أوكرانيا.

من المرجح أن ترامب سيحظى بدعم كبير لبرنامجه السياسي في الكونجرس بعد أن استعاد حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ، خاصة أنه في خطاب التنصيب تعهد بأنه «سيحكم وفقاً لشعار بسيط كما قال: سنعد وسنحافظ على وعودنا».

لكن ما هي هذه الوعود؟ إن الآلية التي بدأ بها ترامب تتنافى مع إجابته التي أدلى بها لقناة فوكس نيوز عام 2023، عندما سئل عما إذا كان سيستغل سلطته أو يستهدف معارضيه السياسيين: فأجاب «لن أفعل ذلك باستثناء اليوم الأول، بعد ذلك، لن أكون ديكتاتوراً».

وقد كان يقصد اتخاذ قرار إقالة المدعي العام المخضرم الذي يقود تحقيقين جنائيين ضده «في غضون ثانيتين» من توليه منصبه.

إن ترامب الذي يعود للبيت الأبيض كأول رئيس مدان في التاريخ يتم انتخابه، قد وعد كذلك بالعفو عن بعض مثيري الشغب في السادس من يناير الذين كانوا من أتباعه واتهم بأنه كان المحرض الأول لهم!!