رمضان للصوم والحياة!

سمعت خلال النهار أحد مشاهير السوشال ميديا يتحدث متهكماً على الفتيات اللواتي يرتبطن بعلاقات معينة، بأنهن بمجرد أن يهل رمضان يقطعن تلك العلاقات بحجة رمضان، متسائلاً: هل يغير المسلم تقييم سلوكه بسبب رمضان، أم أن الخطأ يفترض به أن يكون خطأ في رمضان وغير رمضان؟ والجواب على سؤاله معلوم سلفاً ولا يحتاج لنقاش!

كذلك ادعاء المثالية والتدين والالتزام في رمضان، حيث نجد البعض يلتزم بأقصى درجات المثالية في رمضان، أما في غيره فيعود إلى سابق طبعه، وهنا لا بد من التأكيد على أن القيم لا تتغير ولا تزيد ولا تنقص، وهي نفسها في رمضان وغير رمضان، لذلك فالأشخاص الذين يمارسون المثالية في رمضان، ويرتكبون كل ما يخطر ببالهم، إذا انتهى الشهر يثيرون ما هو أكثر من التعجب والأسئلة، فهذا التناقض يحتاج إلى تفسير ودراسة، لأنه بات واحدة من السمات التي تميز مجتمعات بأكملها، وليس مجرد جماعة أو عدة أشخاص!!

علينا أن نؤكد قدسية الشهر الفضيل وفضائله التي نعلمها وتربينا علينا، لكن علينا ألا نفعل ذلك بطريقة خاطئة تجعله زمناً مضافاً خارجاً وطارئاً على الزمن، يهل علينا فنحاول أن نتصرف فيه كمسلمين حقيقيين قدر استطاعتنا، ثم إذا انتهى تحررنا من الصلاح، هذا التفكير هو ركيزة التناقض وأساسه.

جميعنا نحاول، كل حسب قدرته، أن نرتقي بسلوكنا وأخلاقنا وتعاملاتنا في رمضان وغير رمضان، لنستحق إنسانيتنا، وبكل الأدوات المتاحة لنا: بالدين والخلق الجيد والتعامل الكريم وبالتفكير العقلاني وبالمنطق والعلم والمعرفة وقراءة القرآن وبقية الكتب، هذه كلها أدوات لتعرف طريق إنسانيتك فتمارسها في كل وقت، أما رمضان فهو أهم مواسم العبادة عند المسلمين، حيث تقترب فيه النفس من خالقها ومن حقيقتها، دون ادعاءات أو مبالغات، فكل سلوك خير ومفيد يضاعف مساحات الإنسانية التي نحتاجها جميعنا.

كل عام والجميع بخير، وكل رمضان والأمة في أحسن حال، نسأل الله ليل نهار أن يلطف بالضعفاء والمشردين والمغلوبين على أمرهم في كل مكان على كوكب الأرض، حيث يطل علينا رمضان هذا العام وأوضاع كثيرة في بقاع عديدة على غير الحال التي نحلم ونتمنى، فنسأل الله السلام والأمان.