هذا هو إرث زايد

إن أعظم ما يمكن أن يتركه الإنسان خلفه وهو يمضي في هذه الحياة، أو وهو يمضي عنها، هو الأثر الطيب والسيرة العطرة والأعمال التي تنفع الناس، ليس ورثته وعياله أو أهل بيته فقط، ولكن كل الناس إن استطاع، وأن أعظم ما يتركه الإنسان هو الأعمال والمشاريع والأفكار الجليلة التي تؤثر إيجابياً في حياة المجتمع وتغير مستقبل أبنائه نحو الأفضل، هكذا كانت سيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ذكره وثراه، وهكذا استمرّ نهج أبنائه ومن تسلم الأمانة من بعده.

لقد وافق يوم الأمس الـ 19 من شهر رمضان المبارك الذكرى السنوية لوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي أعلنته الإمارات يوماً وطنياً للعمل الإنساني، تخليداً لما كان يحبه الشيخ زايد، رحمه الله، من البذل والعطاء، استعدنا وتذكرنا فيه كل مآثره وأعماله الخيرة التي شكل العطاء والخير أساسها وجوهرها، وبهذا الاستذكار تحيي الإمارات سيرة مؤسسها في الوقت الذي تؤكد استمرارية نهج العطاء، والخير سياسة ونهجاً ثابتاً في مسيرتها كما أراد مؤسسها، رحمه الله.

لقد كان الشيخ زايد رجل خير بالفطرة ومن طراز رفيع، كان محباً وداعياً وساعياً للخير والبذل قبل أن يصبح حاكماً، وبعد أن أصبح رئيساً، فارتبط اسمه به حتى صار اسمه (زايد الخير) له في كل بقعة في الوطن أثر وفعل وعطاء ومكرمة، في حياة الشباب والفقراء والأيتام والمرضى والأطفال، وإن نهج الإمارات اليوم هو جزء من وصايا وإرث زايد الذي سيبقى منارة خير ساطعة في وجدان الجميع.

إذا تنقلت في أقطار ومدن عربية لا حصر لها ستجد يد زايد الخير قد امتدّت لأقصى قرية ومدينة في هذه الرقعة العربية الممتدة من الخليج إلى المحيط، يد خير تلوح كنهارات ساطعة تتجلى في الكثير من المستشفيات لعلاج الأطفال، أو لمرضى السرطان، كما تتجلى في المدن السكنية والمدارس والمراكز الثقافية ودور الأيتام والمراكز العلمية و...

ويتردد في داخلي صوته العميق وهو يجيب أحد الصحفيين الأجانب حين سأله: يا زايد لماذا تغدق العطاء على أبناء شعبك والآخرين فيجيبه: لأنهم أبنائي، ولأن الله لم يعطنا الخير لنا وحدنا بل لنا ولإخواننا.