انتهينا في مقال الأمس عند السؤال الأهم أو الملح: كيف نواجه القضايا والمعارك التي تدور في فضاء الواقع والإعلام اليوم والتي تطال مجتمعنا بشكل مباشر وتمس مصالحنا ومصالح شعبنا؟ كيف نواجهها إعلامياً بإعلاميين قادرين على خوض غمار هذا الفضاء الصاخب بقوة وإقناع ورصانة في الوقت نفسه، دون التورط في مهاترات وبذاءات وتجاوزات لقواعد وأصول العمل الإعلامي والشرف المهني؟
وفي الوقت الذي تبدو فيه الإشكالات والتحديات مفهومة ومعروفة لنا جميعاً ونتابعها باستمرار ونسمع ونقرأ عنها في وسائل التواصل، فإن المطالبة بدور حازم وفاعل ومؤثر للإعلاميين الإماراتيين هي الأخرى ضرورية ومنطقية ولا بدّ من تقنينها والتأكيد عليها، لماذا؟ ولماذا الآن أو في هذه المرحلة؟
أما لماذا نؤكد ونطالب ونلح على إشراك الإعلام والإعلاميين الإماراتيين، فلأن هذا دورهم وواجبهم، ولأنهم الأكثر والأسرع وصولاً إلى الجماهير نظراً للعلاقة التواصلية الطويلة والمباشرة معها، ولأنهم أكثر الأطراف متابعة لما يجري ومعرفة بمصادر الأخبار والمعلومات وربما بصناع القرار والعالمين ببواطن الأمور.
هذا كله يفرض عليهم ويؤهلهم للتصدي في أية معركة أو تحدٍ أو أزمة من أية نوع، فلديه الأدوات: المعلومات والقدرة على التواصل وطرق الإقناع والتأثير والتفنيد والمحاججة، بشرط أن يتم بناء قنوات تواصل مستمرة بينه وبين من يمتلكون المعلومات، فلا تحجب عنه ولا يترك في المعركة وحيداً في مهب الريح، لأن التحدي الذي يواجهه يخصنا جميعاً، لذلك أشرت إلى التحديات التي تعيشها مجتمعات اليوم!
إن دولة الإمارات إحدى أكثر المجتمعات تسارعاً في مؤشرات التقدم والنمو والتطور، وهذا يفتح الباب واسعاً لكارهي النجاح وأصحاب التقولات والفتن وما أكثرهم، من هنا تأتي المطالبة بإعطاء دور فاعل وقوي ومتمكن للإعلامي الإماراتي، فإذا سأل سائل، لماذا الإماراتي وإعلامنا يزخر بطيف من الإعلاميين من أقطار عدة؟
نقول إن ذلك لا يقلل من دور الآخرين، لكن دور وواجب الإعلامي الإماراتي مقدم على غيره، فهو ابن المجتمع والأولى بالتصدي لكل ما يتعرض له، إنه الجندي الإعلامي المستعد بكامل أسلحته: المعلومات والمنطق والإيمان بكل ما ينطق به ويتصرف به شرط أن لا يخل بالتزامات ميثاق الشرف وقواعد المنطق والعلم.