وطالما أننا نتحدث عن ظاهرة من ظواهر الاحتفاء بالكتب والكتاب، والمتمثلة في حفلات التوقيع، فلا بد أن نعرج على ظاهرة الكاتب السعودي أسامة المسلم، الذي بزغ نجمه كظاهرة جماهيرية مثيرة للانتباه والغرابة والاحتجاج، فبالنسبة لمتتبعي الظواهر الثقافية في الواقع العربي يعد المسلم كاتباً مثيراً للانتباه، نسبة للطوابير الكثيفة من الشباب، الذين ينتظرون لقاءه، والحصول على نسخة من رواياته مذيّلة بتوقيعه، أما بالنسبة لآخرين فهو كاتب متواضع جداً، ووجود هذه الأعداد من القراء يعتبر أمراً غريباً ومرفوضاً، ومحل احتجاج من قبلهم!
لنفند الظاهرة منطقياً كي نفهمها أولاً، فيما بعد يصح أن نقبلها أو نرفضها فلا كراهة في الأمر، إنها ظاهر كغيرها تقبل الرفض كما تقبل الترحيب، أما رفض ما يمثله أسامة من جماهيرية فاقعة بالنسبة للبعض دون مبرر منطقي فيحيل إلى تفسيرات غير محايدة أبداً!
أسامة كاتب سعودي شاب من مواليد 1977، برز في كتابة الروايات من نوع الفانتازيا، والفانتازيا التاريخية بقصص وأحداث تشويقية، يكتبها بطريقة سينمائية، بنهايات مثيرة تتفق وعقليات الشباب الصغار محبي الغموض وقصص السحر والجن، والمغامرات التاريخية. له ما يزيد على الثلاثين رواية تقريباً، بعضها يتكون من أكثر من جزء، وقد ترجم بعضها للغة الإنجليزية.
يكتب منذ العام 2015 دون توقف، ويحظى وجوده في معارض الكتب خارج السعودية وداخلها بإقبال جماهيري كثيف جداً، يصل لآلاف القراء الذين يتكبدون مشقة السفر من بلدان مجاورة، ومن مدن لمدن أخرى!
لماذا يحظى أسامة بكل هذا الإقبال؟ ولماذا يتركز جمهوره في شريحة الشباب المراهق، الذين تقول كل كتابات وتحليلات الكتاب والنقاد إنهم لا يقرأون؟ فلماذا يقرأون لأسامة إذن، وبهذه الأعداد الغفيرة؟ هل لأنه يكتب في أدب الغموض والرعب والفانتازيا؟ لا أظن، لأن من يكتب في هذا النوع كثيرون جداً في مصر والأردن والكويت والسعودية و.. إذن ما هو سر أسامة المسلم؟
يقول البعض إن هناك الكثير من الفانتازيا والغموض في رواياته، لكن لا وجود للأدب بمعنى أن كتابته ضعيفة، ومع ذلك فالشباب يقبلون عليه كما لم يحدث مع كاتب آخر، أظن أن الأمر بحاجة لدراسة وفهم وتوظيف لا إلى هجوم مجانيّ فارغ، ورفض غير مبرر!