هناك شيء عالق في وسط الحياة والواقع العربي، شيء لم نتمكن من حل عقده أو التوصل للطريقة المثلى للخلاص منه، هذا الشيء الذي يتحرك في واقعنا العربي منذ قرون طويلة، فيعمل باستمرار على تسميم علاقاتنا العربية العربية، وإضعاف ثقتنا بأنفسنا ويخفض من سقف توقعاتنا وأحلامنا وقدراتنا وما يمكن أن نحقق ونصل إليه كغيرنا من الأمم والشعوب، لأننا نمتلك من الثروات والموارد والقدرات التي قلما تمتلكها أمة على وجه الأرض.
نحن أمة لديها سجل حافل بالإنجازات والإسهامات في تاريخ الحضارة الإنسانية، والأمر ليس محصوراً بالماضي فإن هذه الإسهامات متصلة حتى اللحظة في حقيقة الأمر، لكن هناك كثيرين من أبناء هذه الأمة لا زالوا تحت تأثير الفكر والتفكير الانهزامي، الذي لا يريد الاعتراف بذلك.
لقد حققت دبي إنجازاً حضارياً غير مسبوق بتحولها إلى مدينة عالمية بكل المواصفات، هي الآن إحدى أهم عواصم المال والأعمال والأرقام القياسية وتوفير الخدمات المتفوقة بمواصفات قياسية، إن نموذج دبي متفوق بما لا يقارن وهذه حقيقة وليست شوفينية أو مبالغة، وعلينا أن نكون فخورين بذلك، دولة الإمارات بشكل عام تطرح مبادرات ومشاريع عالمية في الثقافة واقتصاد المعرفة وعلوم الفضاء، وشباب المغرب اليوم وفي مونديال كأس العالم ينافسون أساطير اللعبة ويتفوقون عليهم، بل ويقصونهم منتخباً إثر الآخر، بكل جدارة واستحقاق وعلينا أن نفخر بذلك، والأمثلة كثيرة.
إن زعزعة الثقة وتكريس الروح الانهزامية أفرزت وعلى مدى طويل حالة من التشكيك والتشكك والسخرية وجلد الذات، وصرنا نقلل من إنجازاتنا بل ونقول بصوت عال ودون خجل نحن أقل من تحقيق ذلك، وأضعف من اختراع ذاك! لماذا؟ لأننا عرب! إنه أمر مخجل فعلاً، لقد وصل الأمر ببعضنا إلى أن قالوا إننا لا يمكن أن نربح مباراة في كرة القدم أمام منتخب دولة أوروبية كبيرة.. فمن نحن وماذا لدينا؟ لقد وصلنا إلى هذا المستوى!!
كل هذا يجب أن ينتهي، لأن الهزيمة والانهزام ليس قدراً، إنه ذهنية تفكير!