يصعب على مخيلة أي عاقل فاهم لطبيعة العقل السياسي الإسرائيلي أن يصدق أن نتانياهو سوف يثق في أي اتفاق سياسي مكتوب بين حكومته والحكومة اللبنانية الحالية.

لا يثق نتانياهو في أي حكومة غير حكومته، ولا يثق في أي حكومة بداخلها حلفاء لإيران، ولا يثق في أي اتفاق تعاقدي مع النظام الإيراني الذي يرعى مشروعاً نووياً.

العقيدة السياسية لتيار الليكود اليميني المتشدد لا تقبل بأي حال من الأحوال وجود أي طرف شرق أوسطي يمتلك سلاحاً نووياً أو لديه القدرة العملية على تخصيب الماء الثقيل والوصول إلى القدرة على صناعة سلاح نووي عسكري.

ولا يثق نتانياهو، حسب كلامه، في الوعود الإيرانية بأن هدف طهران من امتلاك سلاح نووي هو للأغراض السلمية.

المشروع النووي الإيراني هو مشروع محظور ومرفوض تماماً من جانب نتانياهو وحزبه والائتلاف الحاكم الآن في إسرائيل.

من هنا يمكن فهم الضربات الصاروخية الإسرائيلية لأهداف استراتيجية داخل إيران لتعطيل مشروعات التخصيب النووي.

ومن هنا أيضاً يمكن فهم الحرص المحموم لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على إحداث اختراق أمني داعم لمراقبة كل تفاصيل المشروع النووي الإيراني.

نحن الآن على حافة حرب، ليست نووية، ولكن حرب ردع نووية!