تحذيرات وزير خارجية مصر الدكتور بدر عبد العاطي حول مخاطر عسكرة البحر الأحمر يجب أن تؤخذ بجدية وتدرس بعناية شديدة.
كلام وزير خارجية مصر ينبع من وضع الاقتصاد المصري، فاتورة هذه العسكرة التي تسببت فيها الحرب في غزة وقيام ميليشيات الحوثي بعمليات بحرية وصاروخية ضد أهداف بحرية، وضد موانئ ومدن إسرائيلية.
البحر الأحمر، بما فيه من مسارات تجارية ويتم فيه نقل أكثر من 20% من تجارة المنطقة والعالم وينقل 40% من نفط المنطقة هو حساس للغاية تجاه أي تهديد لأمن الملاحة فيه وتأمين عمليات نقل البضائع والأفراد ومستلزمات الإنتاج والطاقة.
ويربط البحر الأحمر عمليات الشحن البحري بين أوروبا والخليج العربي وصولاً إلى شرق آسيا ويتأثر بمخاطر العمليات الحوثية أو عمليات القرصنة الصومالية.
وعملية تأمين البحر الأحمر ليست بالسهولة التي يمكن تخيلها فمساحته تبلغ 445.816 كم مربع ويبلغ عمق مياهه في بعض المناطق أكثر من ثلاثة آلاف متر.
وتحذير وزير الخارجية المصري الأخير يلفت النظر إلى أن المزيد من العسكرة في هذا البحر يشكل ضرراً بالغاً بالتجارة العالمية وأيضاً بالاقتصاد المصري نتيجة تراجع إيرادات قناة السويس بسبب ارتفاع درجة التصعيدات العسكرية والأعمال المهددة لاستقرار حركة الشحن البحري في تلك المنطقة.
وإذا كان العقل السياسي والأمن الذي يسيطر على الحوثيين في صنعاء يعتقد أنه يقوم بالتضامن مع الأشقاء في غزة أو يتسبب في الإضرار بالاقتصاد الإسرائيلي، فهو للأسف الشديد يواجه حالة من العمى السياسي لأنه في حقيقة الأمر يضر أشقاءه في مصر والسعودية والإمارات ويرفع كلفة التأمين البحري على السلع التي تستهلكها دول المنطقة.