كان الإبداع لا سقف له؟

الكثير منا يعرف لوحة الموناليزا لدافنشي.

ما لا يعرفه الكثيرون عن دافنشي الذي عاش خلال عصر النهضة بأنه لم يكن رساماً فقط وإنما كان نحاتاً وكاتباً وشاعراً وعالماً ومخترعاً ومبتكراً، وفوق كل هذا كان مهندساً حربياً وموهوباً.

ويقال إن دافنشي فارق الحياة وما زالت الكثير من أعماله محفوظة في المخطوطات، وذلك بسبب أن الكثير من العلوم التطبيقية في تلك الحقبة ما زالت في بدايتها لم تستطع مواكبة عمق موهبة وعبقرية دافنشي المتقدمة.

لم تكن تجربتي في زيارة متحفه في العاصمة روما بالعادية، حيث إنني دهشت ببداعة الآلات التي اخترعها، حيث استطاع الجمع بين العلوم والفن في أعماله. ما لفت انتباهي في المتحف أن مواهب دافنشي كانت متعددة وكان هذا جلياً في جميع إنجازاته.

الزائر لمتحفه في روما سيشاهد مخترعاته التي امتدت من أدوات الغوص في البحار إلى أدوات الطيران في السماء، وهذا يعكس أنه لم يضع حداً لإبداعه، وإنما أطلق لخياله العنان ليجود بإبداعاته في خدمة البشرية.

يروي لنا أحد مرشدي السياحة قصة نبوغ دافنشي منذ صغره، حيث إنه أتم الكثير من علوم ذلك الزمان في سن مبكرة، وأن أحد معلميه أخبر والد دافنشي أنه قام بتعليم ابنه كل ما يعرفه عن الرياضيات ولم يبقَ هناك شيء آخر يستطيع أن يعطيه أكثر لدافنشي.

من العجيب حقاً استطاعة دافنشي في ذلك الزمان وفي ظل وجود تلك الأدوات البدائية الإتيان بكل هذه الإنجازات، وفوق كل هذا غادر دافنشي الحياة وترك كل هذا الإرث وهو بعمر 67 عاماً فقط.

ماذا لو أدركنا أنه بإمكاننا أن نكون مبدعين في مجالات عدة إذا آمنا نحن بذلك؟ ماذا لو أدركنا أنه ليس هناك سقف أو عمر للإبداع وأنه يمكننا أن نصبح مبدعين متى ما قررنا نحن ذلك؟