وزارة للأسرة.. رؤية حكيمة لترسيخ الاستقرار المجتمعي

«الأسرة هي أساس تقدم المجتمع كله»، انطلاقاً من هذه المقولة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تصدرت الأسرة الإماراتية والحفاظ على تماسكها وتطورها ورفاهيتها، قمة أولويات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد وحتى اليوم، بل وحتى قبل قيام الاتحاد، حيث كانت الأسرة الإماراتية عبر التاريخ هي المحرك الأساسي في المجتمع الإماراتي الذي اتسم بالترابط الأسري والتكافل الاجتماعي والولاء للقيادة، وهي الأسس التي شكلت مرتكزات قوية لقيام دولة الاتحاد واستمرارها وتطورها وريادتها عالمياً.

ضمن هذا السياق العام، جاء قرار استحداث وزارة جديدة للأسرة الذي تم بتوجيه ومباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والذي يمثل أحدث مؤشر على الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، للأسرة الإماراتية، وهذا الاهتمام أكده صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، صراحة بالقول: إن الاهتمام بالأسرة والحرص على توفير كل ما من شأنه تعزيز تماسكها وتمكينها من أداء دورها المحوري، يمثل أولوية رئيسية في برامج الحكومة وخططها كونها مدرسة التربية الأولى وأساس المجتمع القوي والمستقر.

كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المعنى نفسه بقوله: «الأسرة أولوية وطنية.. وحجر الزاوية في المسيرة.. وضمان لمستقبل الوطن».

هذه الأولوية التي تمنحها الدولة وقيادتنا الرشيدة للأسرة وجدت ترجمتها في العديد من السياسات والإجراءات التي تستهدف الارتقاء بالأسرة وتعزيز تماسكها وترابطها بوصفها النواة الصلبة التي يلتف حولها المجتمع، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر السياسة الوطنية للأسرة التي تم إطلاقها في عام 2018، وتهدف إلى تكوين أسرة مهيأة لمواجهة تحديات الحياة الزوجية، وإعلاء قيم المحافظة على استقرار واستدامة الأسرة وتماسكها، وإطلاق مركز مِديم لإعداد الأسرة، ضمن مبادرة «مِديم»، التي أعلنتها دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي في شهر أبريل 2024، وغير ذلك الكثير من السياسات والاستراتيجيات التي تستهدف تمكين الأسرة الإماراتية بهدف بناء أجيال واعدة تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن، وتحقيق السعادة للأسرة الإماراتية من خلال التلاحم والتماسك الأسري.

الوزارة الجديدة التي تم إسناد حقيبتها إلى معالي سناء سهيل، التي تمتلك كفاءة عالية وخبرة واسعة تؤهلها لقيادة الوزارة بكفاءة وفاعلية بما يحقق أهداف القيادة الرشيدة، سيكون لها دور بارز في رسم مسار العمل الوطني الداعم للأسرة، بما في ذلك اقتراح وإعداد وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والتشريعات المتعلقة ببناء أسر مستقرة ومتماسكة وتعزيز دور الأسرة في التنشئة السليمة وتعزيز الهوية الوطنية ونشر القيم والسلوكيات الإيجابية في المجتمع، وطرح المبادرات اللازمة لرفع معدلات الخصوبة لدى الأسر المواطنة والحد من مخاطر التفكك الأسري وآثاره السلبية على الأفراد والأسر والمجتمع وغير ذلك الكثير من الاختصاصات المهمة.

ولعل ما يبعث على مزيد من التفاؤل هو أن هذه الخطوة المباركة بإنشاء وزارة للأسرة، ترافقت مع تغيير مسمى وزارة تنمية المجتمع لتصبح «وزارة تمكين المجتمع» تحت قيادة معالي شما بنت سهيل المزروعي، وتعديل اختصاصاتها بما يعزز أيضاً مسار تمكين الأسرة الإماراتية وتعزيز تماسكها ودورها في المجتمع، ولا سيما ما يتعلق بتعزيز الحياة الكريمة للأسر الإماراتية من ذوي الدخل المحدود وتمكينها بالفرص الاقتصادية للمساهمة بدور فعال ومنتج في المجتمع.

والقادم أفضل وأجمل دائماً تحت راية قيادتنا الرشيدة، حفظها الله.