تشعر واشنطن بالقلق الشديد من أن يستغل تنظيم «داعش» المتغيرات الأخيرة في سوريا من أجل أن يعيد تنظيم نفسه ويعاود نشاطه في المنطقة مثلما كان منذ سنوات صعوده من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى دول الساحل الأفريقي وصولاً إلى عملياته في تركيا وأوروبا.

في أقصى حالات «داعش» كان التنظيم يسيطر على مساحة جغرافية ما بين العراق وسوريا تعادل مساحة بريطانيا.

هذا التنظيم الذي يؤمن «بالتوحش» في معاركه الحربية، ويؤمن بالاستيلاء على الغنائم وأخذ النساء سبايا حرب، وفرض عملة خاصة، وفرض الجزية، وعدم قبول أصحاب المعتقدات الدينية المخالفة.

هذا التنظيم قدم أسوأ صورة للعالم حول الدين الإسلامي، الذي يدعو إلى نبذ العنف، وعدم الاعتداء، والتسامح الإنساني، واحترام أهل الكتاب.

وفي الأيام الأخيرة أقدمت القوات الأمريكية العاملة في المنطقة بعشرات عمليات القصف والتدمير لمواقع القيادة والسيطرة ومخازن السلاح ومعسكرات التدريب لتنظيم داعش.

قد يكون هذا الحل من ناحية الأمن والعمل العسكري رادعاً ومفيداً في المرحلة السريعة الحالية.

الدرس المستفاد من تجارب التعامل مع التنظيمات الإرهابية الدموية هو أن أصحاب هذه التنظيمات من أصحاب الأفكار المغروسة في عقولهم ونفوسهم، وهي مستقرة بقوة الإيمان المطلق بالأفكار التي يرونها جهادية ملزمة.

الرصاصة يرد عليها بالرصاصة، أما الفكرة فلا بد أن يرد عليها أيضاً بفكرة تصحيحية مضادة.

العلاج الفكري ونشر الوعي وإنقاذ الشباب من الضلالات فريضة واجبة.