مفهوم الأمن الإسرائيلي!

الفهم الصحيح والواقعي لسياسة إسرائيل في الحكم تقوم على المعادلة التالية:

1 - ضمان أمن إسرائيل ليس بالسلام التعاقدي، ولكن بالقوة العسكرية.

2 - القوة تعتمد على تأمين الحدود بتغيير الجغرافيا والديموغرافيا.

3 - القوة أيضاً تعني ضمان عدم قدرة الطرف الآخر على تهديد الحدود أو السكان للدولة العبرية، وذلك عبر تجريد هذا «العدو» (إيران – حماس – حزب الله، وأي من أنصارهم) من أي سلاح هجومي وضرب مخازن القيادة والسيطرة ومخازن ومنصات صواريخه وطائراته المسيّرة.

تطبيقاً لذلك، سوف نرى أن إسرائيل قامت بالآتي:

1 - قامت باحتلال المنطقة العازلة في جبل الشيخ، وهي منطقة نصّت عليها اتفاقية فك الاشتباك بين إسرائيل وسوريا برعاية الأمم المتحدة منذ 50 عاماً، ويوجد بها قوات طوارئ دولية. بعد سقوط نظام بشار الأسد، انسحبت قوات جيش النظام – بشكل غامض غير مبرر وتركت المنطقة بلا حراسة.

قامت إسرائيل باحتلال المساحة التي تبلغ 235 كلم، وهي منطقة استراتيجية مرتفعة يبلغ ارتفاعها 2814 متراً، وهي كانت تستخدم كنقطة مراقبة سورية كاشفة للأراضي الإسرائيلية.

2 - قامت إسرائيل بتقسيم غزة إلى عدة مناطق عازلة من الوسط تفصل بين الجنوب والشمال، ولديها تمركز في مثلث فيلادلفيا بالمخالفة لنصوص الملحق العسكرية المعدل بينها وبين مصر عام 2021.

3 - قامت إسرائيل باحتلال قرى حدودية على الجنوب اللبناني وتوغلت في بعض المناطق إلى ما بعد جنوب الليطاني، وطلبت من الولايات المتحدة أن يكون لها حق حرية التدخل العسكري براً وبحراً وجواً في حال مخالفة الجانب اللبناني لأي من نصوص الاتفاق الأخير.

الدرس المستفاد من هذه الوقائع أن حقيقة الأمن الإسرائيلي لم تعد تقوم على التفاهمات السياسية المؤدية إلى طمأنة أمنية، ولكن الأمن بالمفهوم الحالي هو بالوجود العسكري الفعلي المسيطر عبر مناطق عازلة وقدرة التدخل المباشر في أي وقت ولأي سبب.