«أثناء مرحلتي الابتدائية كنت أعاني من صعوبة في تهجئة الكلمات بالشكل الصحيح، لذلك لم يكن لدي خيار إلا الانضمام إلى فصول التقوية لتجاوز هذه العقبة. أذكر عندما أخرجوني من الفصل، شعرت بأنني لست جيدة كغيري من الأطفال».
هكذا شاركت كارول قرايدر عالمة الأحياء الجزيئية كلمتها بعد استلامها لجائزة نوبل عام 2009 لاكتشافها «التيلومير» في المادة الوراثية للخلية وعلاقته بالشيخوخة، وقد انضمت إلى إحدى عشرة امرأة فقط في الفوز بهذه الجائزة في الطب منذ نشأتها في عام 1901.
تتحدث كارول عن نفسها وتشير إلى أن تجربتها في التعليم لم تكن سهلة، وأن إحدى الطرق التي أوجدتها للتغلب على عسر القراءة في صغرها هو حفظ الكلمات بدلاً من تهجئتها، والذي أسهم لاحقاً في تنمية ملكة الحفظ لديها ودفعها للتخصص العلمي الذي يعتمد بشكل كبير على حفظ الجداول والمصطلحات.
الطريف في الأمر أن تجربة كارول في الدراسة لم تكن صعبة في بدايتها فقط، وإنما حتى عند قبولها في برامج الدراسات العليا، حيث تم رفضها من أغلب الجامعات التي تقدمت إليها بسبب ضعفها في امتحان الدخول للجامعة المعروف بـGRE بسبب التباين الصارخ بين نتائجه ودرجاتها في المواد العلمية والذي سبب بدوره معضلة في تقييم ملفها ورفضها من الجامعات.
تشير العديد من التجارب ومنها تجربة كارول أن الاختبارات الموحدة والمعيارية لا تعكس بالضرورة ذكاء الأفراد أو تميزهم أو نجاحهم العملي لاحقاً. وهذا ما توليه أكبر الجامعات أهمية حيث إنها تتعامل مع الكثير من الحالات بشكل مستقل؛ لأن الهدف هو دعم الأفراد لدفع عجلة التنمية وليس إقفال الأبواب في وجوههم.
ماذا لو قمنا كأفراد بابتكار طرقنا الخاصة لخلق تجربة أكثر متعة وسهولة لنا في رحلة التعلم؟ ماذا لو قمنا كمؤسسات تعليمية بإعطاء فرصة للأفراد الذين قد تظهر عليهم بوادر التميز بغض النظر عما يبديه معدل درجاتهم أو نتائج اختباراتهم المعيارية حتى لا نخسر نوابغ وعلماء؟