من بداية الموضوع نستطيع أن نقول إن جميع مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة على اختلاف انتماءاتهم الفكرية يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم الحكيمة، بل يجب علينا أن نكون كذلك دون أدنى شك أو جدال لأسباب ومعايير واضحة، حيث إننا ملتزمون شرعاً ان ندين بالسمع والطاعة لأولياء الأمر، لكون طاعتهم من مقتضيات الدين وبتأكيد نصوصه الواردة بذلك الحكم سواء أكانت من القرآن الكريم أم من السنة النبوية الشريفة، تلك النصوص التي حملت هذه المعاني بجلاء ووضوح لا شك ولا تأويل فيه إلا في حالات الكفر البواح والذي نحن في حصن منيع منه.
فدولتنا ولله الحمد ذات انتماء أصيل للدين والتشجيع عليه وخدمته وتيسير أسباب ممارسته والقيام بواجباته من خلال ما تقوم وتتسم به في هذا المجال الرحب من خدمات وبرامج ومنشآت في الحفاظ على الهوية الإسلامية ليس على مستوى الداخل فقط وإنما امتدت مساعيها وخدماتها الحميدة إلى المسلمين خارج حدود الوطن من خلال ما نراه من دعم للإسلام والمسلمين عامة بأشكال كثيرة ومتنوعة من المساعدات التي اشتهرت بها الدولة وقادتها، وإن ما هو متحقق في بلدان المسلمين من هذه المساعدات والمشاريع كافٍ للتأكيد على هذا المعنى في أذهان الناس.
وأنا لا أقول ذلك من باب المدح والثناء على جهود الدولة وإنما أنا واحد من العاملين في المجال الإنساني والإغاثي والخيري وأعلم عن قرب ما تقوم به الدولة من خلال مؤسساتها الرسمية، وعلى رأسها رئيس الدولة ونائبه وإخوانه الحكام حفظهم الله جميعاً أو من خلال جهاتها الأهلية من تقديم للدعم والمساعدات الطائلة المتمثلة في كثير من الأنواع كبناء المساجد ودور الأيتام والمستشفيات والمدارس وبناء المدن وحفر الآبار وغيرها من أشكال المساعدات التي عرفت بها الدولة واشتهر بها قادتها مما يعطي تأكيداً بالغاً بأن قيادتنا ولله الحمد ذات انتماء للجذور خاصة فيما يتعلق بدينها وقيمها التي تسعى بكل ما أوتيت من قدرة وطاقة وجهد ومال في المحافظة عليها لغرض خدمة هذا الدين بعيداً عن التعصب أو الانغلاق وإنما في إطار من الوسطية والدعوة بالحكمة ومناقشة الآخرين بالحسنى والكلمة الطيبة تحقيقاً لتعاليم الدين الحنيف في هذا الشأن.
إضافة إلى ذلك فإن ما نعيشه في دولة الإمارات من تلاحم بين القيادة والشعب وحب متبادل بين الطرفين بهذا الشكل المتحقق في واقعنا يدعونا إلى المحافظة عليه والإصرار على بقائه والبعد به عما يؤدي إلى ثلم هذه العلاقة الجميلة التي تعد مكسباً كبيراً لكل من الشعب والقيادة معاً، والتي ساهمت إلى حد بعيد في مثل هذا الاستقرار والأمان الذي يعيشه مجتمع الإمارات في ظل كثير من التوترات والأزمات المحيطة في بعض البلدان والمجتمعات الأخرى.
إن هذه العلاقة المتميزة من الحب والتفاهم والمناصرة صمام أمان حقيقي لكل ما تحقق في أرض الواقع من الإنجازات وخاصة في مجال الأمن والاستقرار الذي تميزت به دولة الإمارات والذي يعتبر أهم الأهداف التي حققتها الدولة في تاريخها وسيظل الأمن والاستقرار الحارس الأمين لإنجازات المرحلة التي عشناها وما زالت تتولد وتتكاثر بشكل يدعو إلى الفخر والاعتزاز، فكل ما نشاهده أمام أعيننا من هذه المنظومة الرائعة من عقد التنمية الذي يتزين به صدر دولتنا يدعونا إلى مزيد من التلاحم والحب والتناصر والنأي به عن كل ما يمكن أن يقوض شيئاً من هذا البناء الكبير الذي حرصنا طويلاً على إنشائه والمحافظة عليه وعرفنا به بين الدول والشعوب كأفضل دولة وقيادة وشعب حقق معنى التلاحم والتعاضد والحب المتبادل بين طرفي التنمية اللذين تميزا بحب تاريخي لا تزال الأيام تزيده نقاءً ونصاعة.
فلأجل ذلك يجب علينا أن نسعى جاهدين ليبقى هذا الوجه نابضاً بقسمات إشراقه ونحن لا شك قادرون قيادة وشعباً أن نضرب المثل ونحقق القدوة في هذا المجال الذي تميزنا به دائماً وسنظل إن شاء الله كما كنا على تلك الصورة الرائعة من الجمال الباهر الذي يخلب الألباب والعقول لما نحن عليه من هذا الأمن والاستقرار الذي أدى إلى مزيد من الإنجازات والتنمية التي اشتهرت بها دولة الإمارات.
إنه بوسعنا من جراء ما تحقق على أرضنا أن نفخر ونفاخر بهذه العلاقة المتميزة من الحب والتفاهم والتناسق في الرؤى بين الشعب والقيادة على مدى تاريخنا الذي لم يحدث أثناءه ما يعكر صفو هذه العلاقة الحميمية بين الطرفين والتي يجب أن نحرص على بقائها وتنقيتها مما يمكن أن يعترض مسيرتها من معوقات قد تبرز في طريقها والتي يجب أن نكون مستعدين لمعالجة أسبابها بحكمة ورويَّة حتى لا يؤثر شيء منها على استمرار هذه المسيرة الميمونة التي غدونا بها علامة بارزة لهذه المرحلة التاريخية والتي نجحنا فيها أي نجاح وصرنا بها في صدارة القائمة من حسن العلاقة بين طرفي المعادلة (الشعب والقيادة) تلك التي ظللنا بسببها في مأمن مما يحدث في أي بقعة من أرجاء الدنيا من توترات وتغيير في أنظمة الحكم بيد الشعوب ذاتها وذلك ما نحن في مأمن منه لمدى قوة علاقتنا بقيادتنا وحرصنا جميعاً على استثمارها من أجل تقوية اللحمة بيننا، نحن على ثقة بأن شعب الإمارات يحب قيادته ولا يبغي بها بديلاً تحت أي ظرف من الظروف.
وأن القيادة على ذات الدرجة من حب شعبها وإن تمازج أواصر هذا الحب وتدفقه في عروق وخلايا الطرفين أضحى صمام أمان كبير لحفاظ كل طرف على حسن علاقته بالطرف الآخر على هذا المستوى الطيب وبهذه الصورة الملفتة من الجمال والتميز، فنحن جميعاً مدعوون اليوم للمحافظة على هذه العلاقة الفريدة والمتميزة بيننا وتقوية أسبابها والبعد بها عما يمكن أن يؤدي إلى فتورها، فالذي يحكمنا ويسود بيننا ليس نصوص الدستور وعصا القانون وإنما يحكمنا فيض الحب المتبادل بيننا والرغبة في تقوية نبض هذا الحب وتدفقه ليغدو عشقاً ماثلاً أمام الأعين وفي شغاف القلوب.
يجب علينا جميعاً أن نسعى جاهدين للمحافظة على ما تم إنجازه في مجال هذا الحب الذي يشكل لحمة العلاقة بيننا شعباً وقيادة ويفسر كثيراً من مفاهيم التطور والتنمية والأمن الذي نعيشه، لذلك فإن على شعبنا الأبي بجميع أفراده وأطيافه وأفكاره أن يقف صفاً واحداً خلف قيادته ويترجم مظاهر ذلك في ولائه وطاعته وأن ينفتح باب التواصل بيننا جميعاً وأن يستمع كل منا لما يبديه الآخر من آراء، فذلك كفيل بأن يحافظ على إنجازاتنا الكبيرة في كثير من مجالات الحياة وخاصة فيما يمس تنمية الإنسان ذاته في ظلال الحياة الكريمة التي حققنا فيها كثيراً من المتطلبات التي نحرص على أن نستكمل ما تبقى منها، ونحن لا شك قادرون على تحقيقها كاملة لنظل المثل والقدوة الطيبة لغيرنا.
أدعوا إخواني من أبناء الوطن على اختلاف أفكارهم ان يكونوا في مستوى ما نطمح إليه من الولاء للقيادة والطاعة لها والتعبير عن مقتضيات هذا الحب الذاتي الذي تنبض به القلوب وتشرق به الوجوه بكلام جميل يحمل هذا المعنى الطيب دون إساءة للآخرين، فنحن جميعاً قادرون على ذلك، راغبون فيه، مقدرون لكل جهود القيادة المبذولة في مجال أسباب هذا الحب، وأن نبعد أنفسنا عن أسباب الفرقة والتنابز بالألفاظ خاصة في مثل ما ينشر اليوم بيننا من أحاديث غير محسوبة ولها أثرها السلبي على اللحمة الوطنية بيننا.
كما يحدث في التويتر، وغيره من وسائل التواصل التي يجب أن نستغلها لتقوية روابط الجبهة الوطنية والدعوة إلى التكاتف وحب الوطن والقادة وتثمين المنجزات التي تحققت والفخر بها والدعوة إلى المزيد منها، إننا لا نعدم في مجتمعنا كثيراً من العقلاء من المنشغلين بالهم الوطني والناصحين الذين ندعوهم لأن يقوموا بدور إيجابي وبناء في هذا الشأن المهم الذي يتطلب منا أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية فيه.
وثقتنا في قيادتنا وحكامنا لا حدود لها وهم على ما عرفناهم من الرحمة وسعة الصدر وحب مواطنيهم ما يمكنهم من نسيان كل ما طرأ على الساحة، يجب أن تمتد الأيادي لبعضها لتنثر الياسمين وتنفتح أبواب القلوب لتعطر المدى بعبير الحب والتسامح والصفح، فنحن من بعضنا ولبعضنا وما يضر أحدنا يضر الآخر والوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، فلنبتسم للفجر ولنغرد للوطن أنشودة الحب ولنغلق كل ملفات التهييج والإثارة ولنحافظ على وحدتنا الوطنية فنحن قيادة وشعب نحب بعضنا إلى درجة تلفت النظر وتضرب المثل.