لم يكن اكثر المتشائمين يتوقع أن تنهار جولات المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، قطاع الشمال، التي تستضيفها العاصمة الإثيوبية اديس ابابا بوساطة الاتحاد الإفريقي بسرعة دون التوصل لنقطة التقاء.
ورغم تباعد المواقف والاتهامات المتبادلة ، إلا أن شعاع الأمل كان يحدو المكتوين بسعير الحرب بالنيل الأزرق وجنوب كردفان والتي فعلت بهم المعاناة والحاجة الملحة للغذاء والدواء والمأوى ما فعلت.
والتفاؤل ولدته " الوثبة " التي اعلنها الرئيس عمر البشير، عبر مبادرته الداعية للحوار مع الجميع دون اقصاء.
فالأجواء وإن لم تكن مهيأة للحوار والمصالحة، إلا أن البعض وجدها فرصة للتمسك بالأمل عسى تترجم تلك الدعوات لواقع يجسد الأمان. غير أن من أشعل شرارة الحرب فشل في اخمادها، وتمسك طرفا التفاوض بموقفهما دون تنازلات تحفظ دماء وأرواح المدنيين.
وحرب عام 2011 كانت نتيجة حتمية للمماطلة و"التملص" من بنود بروتكولات المنطقتين التي نصت عليها اتفاقية نيفاشا التي قادت لانفصال الجنوب، وقد وضعت ترتيبات خاصة للمنطقتين إلا أن طرفي الاتفاقية فشلا في انزال الترتيبات إلى أرض الواقع، فأدخلا البلاد في نفق حرب جديدة.