قامت الدنيا ولم تقعد على خلفية الأزمة التي أثارها برنامج تلفزيوني، يُقدمه الباحث المصري إسلام البحيري، منقباً بملفات لها علاقة بالثوابت الدينية، وذلك في خطٍ متوازٍ مع المُطالبين بتجديد الفكر الديني.

محتوى البرنامج، شهد ردود أفعال متباينة، وطغى على معظمها الهجوم اللاذع لمضامينه، وطالب البعض بـ«إهدار دم مقدمه»، وبالمقابل حُشدت الأصوات المدافعة عن الحقوق والحريات للتضامن معه، وتأكيد حقه بنشر أفكاره، حتى وإن مست «الثوابت»، واقرار حق الاختلاف والحوار.

أزمة البحيري وبعيداً عن مضمون ما يطرحه من أفكار، كشفت عن فجوة بالشارع المصري، فدعاة الحريات الإعلامية والعامة، هرولوا للمطالبة بوقف البرنامج، ودعاة ضرورة تجديد الخطاب الديني، ومؤيدو الهدف النبيل، لم يقبلوا بأولى الصدامات العملية مع ذلك الفكر، بغض النظر عن المضمون، واندفع الكثيرون بعواطفهم، دفاعاً عن الكثير من المعتقدات الراسخة، إلى تبني حلول «داعشية».