توارياً خلف عباءة مواجهة تنظيم الإخوان الإرهابي، ظهرت دعوات تتعلق بمناهضة الجماعة وملاحقتها وبالثورة على مظاهرها، مثل كتبها بأفكارها التكفيرية، وتطورت الدعوات لأخرى موازية للثورة ضد أي مظهر ديني، نكاية بالإخوان كدعوة نساء مصر لخلع الحجاب، وبررتها أنها سوف تكون ضربةً قاصمةً للإخوان خاصة ومؤسس الجماعة حسن البنا في رسائله إلى الحجاب والنقاب.
وبعيداً عن فرضيته والجدل الفقهي حوله، وما يتبعه من حديث عن الحريات العامة، فإن تلك الدعوات بحاجة إلى خلع الحجاب الفكري الذي يتستر به الداعون إليه، والذي أسقط سهواً وربما عمداً، فكرة أن الدين ومظاهره ليس حكراً على التنظيم الإرهابي، فهم من استخدم الدين وامتطاه لتحقيق أهدافه السياسية، واستقطب عناصره للحديث عنه.
والثورة على الدين أو مظاهر التدين مرفوضة، ولا علاقة لها بمحاربة الإرهاب، والمطلوب أولاً تجديد الخطاب الديني، ووزير الأوقاف المصري أكد في مرات عديدة أن المواجهة لا تعني هدم المجتمع أو التخريب؛ فالحريات يكفلها الدستور، والمواجهة مع الإخوان وليس الدين، الأمر منتهٍ.