أهدت مصر العالم «قناة السويس الجديدة» خلال عام واحد في إنجاز غير مسبوق، أمرٌ دلّل على قوة إرادة وصلابة عزيمة شعب اختار الطريق الصعب، في رحلة هدفها المجد بما يرد السهام ويحبط المؤامرات.

ولعل ما يثلج الصدر أنّ المشروع العملاق أتى بتمويل مصري خالص، إذ أثبت المصريون القدرة على الفعل وأنّهم رقم صعب ومؤثّر في معادلة التغيير ودعم المشروعات القومية الكبرى.

خرج الإعجاز إلى الشمس ثمرة عمل شاق مضنٍ توحّدت فيه الإرادات وسكب فيه العرق ليرى النور في وقت قياسي بدعم قوي من شركة الجرافات الوطنية الإماراتية التي قادت ركب «تحالف التحدّي»، عوناً وسنداً في صناعة الحاضر والمستقبل، بما يشرع الأبواب أمام أحلام تراود في تنفيذ مشروعات قومية عملاقة تغرس بذرة مصر الحديثة التي روى أبناؤها الثرى بدماء زكية وغيّروا وجه التاريخ في ثورتين «25 يناير» و«30 يونيو».

مشهدان متناقضان يغطيان وجه المشهد في أرض الكنانة، فرحٌ يعبئ قسمات المصريين شعباً وقيادة، وإرهابيون أعداء للخير، «إخوان» في الشر يحاولون سرقة الفرحة والحلم، إلّا أنّ جيش مصر شرطتها وشعبها بالمرصاد متحدين في صلابة ورباطة جأش، فالمستقبل ليس لعبة تترك لقمة سائغة لطيور الظلام.