ارتقى ثلاثةٌ من شهدائنا، خلال أدائهم الواجب ضمن القوات المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن. ترجل الفرسان، رحمهم الله رحمةً واسعة، في معركة «إعادة الأمل» للشعب اليمني، ومساندة الحكومة اليمنية الشرعية، والحؤول دون الاحتلال الحوثي المدعوم من القوات الموالية لعلي صالح وأطرافٍ خارجية، وتحقيق أغراضه في إشعال نار الطائفية الدينية.

لقد شاركت دولة الإمارات في عملية «عاصفة الحزم» (26 مارس-21 أبريل)، ضمن تحالف عربي، وبناءً على طلب الرئيس اليمني؛ من أجل دعم الشرعية في اليمن، والحؤول دون سيطرة الحوثيين على سائر البلاد بعد تقدمهم نحو الجنوب، وفرملة التمدد الإيراني في العالم العربي.

وتعتبر دولة الإمارات ‬هي ‬الدولة ‬الثانية ‬في التحالف من ‬حيث ‬قوة ‬المشاركة ‬والتأثير ‬السياسي ‬والعسكري. واستمرت هذه المشاركة بنفس القوة بعد تدشين عملية «إعادة الأمل»، والانتقال إلى مرحلة جديدة، بتوظيف قوات برية «خاصة» لمساندة القوات الموالية للرئيس هادي في الدفاع عن عدن والمدن اليمنية.

إنّ تضحية الأبطال لم تذهب سُدىً؛ بل أسست لمرحلةٍ جديدة في معركة استعادة اليمن لشعبه وأهله، وبمساعدة أشقائه العرب في التحالف المؤزر الذي تقوده المملكة العربية السعودية، من قبضة الحوثيين وزُمرة الرئيس المخلوع وحلفائهم الإقليميين. بل أكاد أزعم أنّ شهادة الأبطال سوف تؤسس لمرحلة جديدة من استعادة ثقة العرب في أنفسهم، وفي قيادتهم، وفي إمكانية استعادة دولهم، بل وأمتهم العربية التي يتخطفها أعداء الداخل والخارج من كل جانب.

والحق أنّ قواتنا المسلحة التي تجود بهؤلاء الأبطال «لابد ما ترد إلا بخبرٍ طيب»، كما قرر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أثناء حضوره لأداء واجب العزاء لعائلة الشهيد الكعبي.

وتُعبر كلمات بوخالد، بحق، عن توجه قيادتنا الرشيدة تجاه قواتنا المسلحة، سواء من خلال تكريم الشهداء وأسرهم، أو الاهتمام البالغ الذي تُوليه لأفراد القوات المسلحة، أو متابعتها لبرنامج شامل لتحديث هذه القوات.

وليس أجلّ من تكريمٍ حِرص القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو الحكام وأولياء العهود والوزراء، حِرصهم جميعاً على مواساة أسر الشهداء، بل وحضور العزاء. وربما سيذكر التاريخ العسكري العالمي أنّ هذا التكريم بهذا المستوى الرفيع نادر الحدوث في حياة الأمم والشعوب؛ ما يؤكد التلاحم القوي بين قيادتنا الرشيدة وشعبها الأصيل.

وتُبدي القيادة السياسية اهتماماً خاصاً بأفراد القوات المسلحة؛ فـ«الإنسان الفرد هو أساس القوات المسلحة، وعمودها الفقري، و...هو الروح التي تحرك.. الأسلحة والمعدات»، طبقاً لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويظهر هذا الاهتمام في أنّ الميزانية المخصصة لأفراد القوات المسلحة تستحوذ على نحو نصف ميزانية الدفاع تقريباً. ويُعد معدل الإنفاق السنوي على فرد القوات المسلحة من أعلى المعدلات في العالم. كما تُولي القيادة الرشيدة اهتماماً فائقاً بتأهيل وتدريب أفرادها، ضباطاً وجنوداً، علمياً ومعرفياً.

علاوة على ذلك، تتابع قيادتنا الرشيدة برنامجاً شاملاً لتحديث القوات المسلحة، وتطوير قدراتها العسكرية. وتتمثل أهم أبعاد برنامج التحديث في تزويد كل أفرعها بأحدث الأسلحة والمعدات. وكان من نتائج ذلك أنْ أصبحت القوات الجوية واحدة من أكثر القوات تطوراً، خاصةً فيما يتعلق بكفاءة طياريها، ومن أفضلها تسليحاً، خاصةً فيما يتعلق بالمقاتلات متعددة المهام، في منطقة الشرق الأوسط.