بكل الفخر والاعتزاز والتقدير، نهنئ أخواتنا المنتسبات ضمن صفوف القوات المسلحة، لتخصيص الذكرى الأولى لهذا اليوم لهن، للاحتفاء بالمنتسبات في صفوف القوات المسلحة، تقديراً وتثميناً لدورهن البطولي في هذا الميدان.
وباتت المرأة في الدولة رقماً مهماً ورئيساً في معادلة التنمية والبناء والتحديث، فقد أولت قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، المرأة اهتماماً كبيراً، وذلك انطلاقاً من الإيمان الراسخ بدور المرأة الحيوي في عملية البناء.
وإذا كانت النجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية في مختلف مواقع العمل الوطني، وخاصة في القوات المسلحة، هي ثمار التمكين التي أطلقها رئيس الدولة، والتي تهدف إلى تعميق مشاركة المواطنات في الشأن الوطني بمختلف المستويات والمجالات كافة، فإنها أيضاً نتيجة الجهد المتميز والكبير الذي قادته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، من أجل تفعيل دور المرأة الإماراتية والارتقاء بأوضاعها في مختلف المجالات، وخاصة المجال العسكري.
حيث حظيت المرأة في القوات المسلحة بثقة واهتمام، لتثبت أنها أهل لهذه الثقة والمكانة على مدى أعوام من العمل الجاد المثمر، وأصبحت رقماً لا يستهان به، سواء من العسكريات أو المدنيات، من خلال ما وصلت له من مناصب ورتب ومساهمتها في المسيرة المظفرة للإنجازات المهمة والمتطورة في التحديث والجاهزية والكفاءة والاقتدار، التي شهدتها القوات المسلحة للدولة، ومشاركتها بتميز وتفوق في الدورات التدريبية، وكذلك تفوقها في الإدارة ومختلف أنواع العمل العسكري، كما أنها رعت السلم العالمي في بقاع مختلفة من العالم، ومدت أيادي العون والمساعدة للشعوب المنكوبة، لتلبي بذلك توقعات وطموحات «أم الإمارات» في تعميق روح الولاء والطاعة والاعتزاز والانتماء للوطن وللأمة.
إن الساحة العلمية والعملية في القوات المسلحة للإمارات، تزخر بالعديد من المواهب والإبداعات، التي غدت علامة فارقة في محيطها، مستفيدة من الفرص الثمينة التي تتيحها القوات المسلحة لمنتسبيها حتى يصلوا إلى مستوى الطموح الكبير لقيادتنا الرشيدة.
واليوم، نحن نرى التحاق المرأة الإماراتية بالمؤسسة العسكرية، ومشاركتها باقتدار وتميز في مختلف صنوف العمل العسكري، لتؤكد للجميع أن لديها القدرة على العطاء في مختلف مجالات العمل المتاحة بفضل من الله سبحانه وتعالى، ومن حكومتنا الرشيدة، حيث وصلت المرأة في الجيش إلى مراكز متقدمة في مختلف المناصب.
إن المكانة المتميزة التي وصلت إليها المرأة في القوات المسلحة، إنما تعكس بما لا يدعُ مجالاً للشك، إيمان قيادتنا الرشيدة بمفهوم المواطنة والعمل على ترسخيها، كما أنها تأتي استجابة لفلسفة التنمية والتطور التي تتبناها الدولة، وتقوم على الاستفادة من العنصر البشري الإماراتي وتوظيفه بشكل أمثل، حيث قامت استراتيجية الدولة التنموية على إدراك حقيقة أساسية، هي أن أي تنمية حقيقية ومستمرة، يجب أن تستثمر كل قوى المجتمع، وهذا ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين أثنى على الدور المهم الذي تؤديه المرأة الإماراتية في سبيل نهضة المجتمع، وضرورة وقوفها إلى جانب أخيها الرجل، من خلال تحملها المسؤولية الوطنية، وحضورها الفاعل في مختلف قطاعات العمل.
وقد حرص سموه، خلال كلمته في افتتاح القمة الحكومية في مدينة دبي مارس الماضي، أن يذكر بالاسم اثنتين من بنات الإمارات ضمن المجندين الذين حياهم على إصرارهم على الالتحاق بالخدمة الوطنية، بالرغم من أنهن معفيات منها، في إشارة واضحة وصريحة منه، إلى أن المرأة الإماراتية مثل الرجل تماماً، ولا تقل عنه في التضحية والإخلاص ومحبة الوطن.
ولقد حملت القوات المسلحة رؤية قيادتنا الرشيدة واهتمامها بالمرأة، وأتاحت لها الفرصة كي ترد جزءاً من الجميل للوطن، من خلال انخراطها في القوات المسلحة. ولعل خريجات الدفعات المتتالية من مدرسة خولة بنت الأزور، التي تأسست عام 1990، خير شاهد على ذلك.
من حقنا جميعاً أن نفخر بما أنجزته المرأة الإماراتية في القوات المسلحة، لتثبت أنها كانت عند حسن ظن القيادة الرشيدة بها.