انطلقت لما يقارب الأسبوعين أعمال الحوار السوداني، وسط مقاطعة واسعة من قبل الحركات المتمردة والأحزاب السياسية ذات الثقل الجماهيري مثل حزب الأمة.

وأثير الكثير من الجدل حول جدوي الحوار في ظل هذا الغياب المؤثر، غير أن ما يلفت الانتباه هو تجاهل الشارع السوداني لما يجري، فلربما اكتفى الشارع بنظرة ساخرة إلى الأحزاب المتحاورة وهي تحاول إقناعه بأن غياب الممانعين لن يؤثر على عملية الحوار وحياديته.،

ويسأل المراقب كيف لتلك الأحزاب إقناع الشارع بجدية الحوار، وهو يعلم يقيناً عدم وجود خلاف يذكر بين تلك الأحزاب المجتمعة بقاعة الصداقة على مقرن النيلين فإن لم تكن حليفة فهي شريكة في الحكم.

أما على الطرف الآخر المتمثل في الحركات المسحة فشغلتها خلافاتها الداخلية حول رئاسة الجبهة الثورية عن إنتاج فعل يعيد الأمل لأنصارها، وما بين ما يجري في الخرطوم، وما يجري بين مكونات الجبهة الثورية تقود أحزاب معارضة للحوار مشروعاً جديداً حول السياسات البديلة.

وهي الأخرى تعصف بها الخلافات، والشارع السوداني يرقب عن كثب من دون أن ينبس ببنت شفة، ويستذكر في مجالسه «أكتوبر» شهر الانتصار الشعبي حينما خرجت جموعه بصوت واحد «لا»، وانتهي بعدها حكم الجنرال عبود في العام 1964.