بانتهاء الاستحقاق الثالث والأخير من استحقاقات خريطة الطريق المصرية والمتمثل في الانتخابات التشريعية تكون مؤسسات البلد الرئيسية قد اكتملت أركانها بوجود مجلس النواب، لتخرج مصر من عنق الزجاجة لمرحلة من المأمول أن تشهد استقراراً سياسياً لا يشوبه سوى تلك المخاوف التي تدور حول مدى إمكانية أن يُعبر المجلس الجديد عن الشعب ويحقق أهدافه.
وفي غمرة الاهتمام المنصب على الانتخابات التشريعية، فإن الكثيرين تجاهلوا استحقاقاً ربما يكون عملياً أهم من مجلس النواب نفسه وهو انتخابات المحليات، حيث إن تلك المحليات هي الأقرب للمواطن والأكثر احتكاكاً به، وهي جهة تنفيذية تترجم قرارات وقوانين المجلس، ما يستدعي الانتباه لأهمية ذلك الاستحقاق وحسن اختيار مسؤوليه.
وعانت مصر خلال السنوات الماضية كثيرًا، ولاتزال تعاني، من فساد المحليات، الذي تسبب في جملة من الأزمات تدفع فاتورتها البلد غالية حتى الآن، الأمر الذي يستدعي وجود مقاتلين في المحليات، يعملون على ترتيب البيت من الداخل وتنقيته من الفساد والفاسدين بالتوازي مع إجراءات تنمية المحليات بالتعاون مع مختلف الوزارات المختصة لتنمية ونهضة مصر.