ما أن ينفض سامر مفاوضات أديس أبابا بين الحكومة السودانية والمتمردين ويحزم طرفا التفاوض أمتعتهما، إلّا ويتبادلان الاتهامات في مشهد مكرر عقب نهاية كل جولة تفاوض، كل طرف يتهم الآخر بالتلكؤ وعدم الجدية، ويحمله مسؤولية فشل التفاوض.
منذ العام 2011 وأديس أبابا تستضيف جولات التفاوض حتى بلغ عددها عشر جولات، القاسم المشترك الأوحد بين كل تلك الجولات الفشل في عدم إحراز تقدم في القضايا محل التفاوض، فكل طرف يحمل رؤيته التي تتناقض مع رؤية الطرف الآخر بل حتى أجندة الأطراف يظل التباعد هو سمتها، وكأن هناك اتفاقاً بين الأطراف على عدم الاتفاق.
تقول الحكومة إنّ هناك اتفاقاً على 90 في المئة من القضايا، ولكن عندما يقف المتابع لنقاط الاختلاف المتمثلة في وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية الترتيبات الأمنية والسياسية، يجد أنّها هي ذات محاور الأزمة.
إنّ تمترس طرفي التفاوض في موقفهما دون تقديم تنازلات سيفاقم الوضع أكثر ولن يقود إلى توافق في الوقت ذاته الذي يزداد تفاقم الأوضاع في المناطق المتأثرة تعقيداً في ظل الفجوة الغذائية المتوقعة بسبب ضعف الموسم الزراعي هذا العام.