أعتز اعتزازاً شديداً بعلاقتي بالأخوة المسيحيين في مصر بكل كنائسهم وأعتز اعتزازاً شديداً بعلاقتي بالمرحوم قداسة البابا شنودة وبعلاقتي بالبابا تواضرس وأعتز بعلاقتي بالأخوة الأعزاء أعضاء الكنيسة الإنجيلية. وفي الأسبوع الماضي دعيت من قبل الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة ولبيت الدعوة بطبيعة الحال..
وكان هناك حشد كبير من المصريين جميعاً وكان المسلمون أكثر من المسيحيين وكان هناك عدد من الوزراء الحاليين والوزراء السابقين واستمعنا إلى ترانيم جميلة أشبه بالترانيم الصوفية.
وقيلت أغانٍ مشتركة بين مقدم الأغنية من على المسرح وبين الجمهور الحاشد ثم تكلم القس أندريه زكي رئيس الهيئة وكان في كلامه وطنياً ورائعاً كعادته وكان هتاف تحيا مصر يتردد بين كل عبارة وعبارة. كانت القاعة كلها متحمسة لتهتف باسم مصر.
ومن الأمور التي لفتت نظري في أحاديث بعض المتكلمين الكلام عن السيد المسيح عليه السلام وعن فترة «لجوئه» إلى مصر. وقارن المتحدث بين ملايين اللاجئين الذين يهيمون على وجوههم في أنحاء الأرض وبين السيد المسيح عليه السلام «اللاجئ الإلهي» الذي ارتاح لمصر وارتاحت مصر لزيارته ومباركته لأرضها وازدادت اطمئنانا وسعادة.
وقد مكث السيد المسيح عليه السلام ووالدته السيدة العذراء مريم – التي لم يذكر القرآن الكريم اسم سيدة إلا اسمها وخصص لها سورة كاملة– مكث السيد المسيح ووالدته فترة طويلة وباركا بزيارتهما أماكن متعددة من أرض مصر من شمال سيناء إلى بلبيس إلى القاهرة ثم.نزولا في النيل إلى صعيد مصر..
حيث أقاما هناك فترة غير قليلة. وكان ذلك اللجوء إلى مصر هرباً من طغيان الرومان وحاكمهم الذي قرر أن يقتل كل الأطفال الذين يولدون في منطقة أورشليم نتيجة لاعتقاده بأنه سيولد طفل يغيّر شكل المنطقة تغييراً كاملاً، وقد كان.
حقاً كانت سهرة رائعة تلك التي قضيناها في رحاب ميلاد السيد المسيح عليه السلام في تلك الليلة المباركة وفي ذلك المكان الطيب. وتشاء الأقدار القاسية أن لا تطول فرحة الشعوب العربية بهذه الذكرى العظيمة وقد اقترن بها عيد ميلاد المصطفى عليه الصلاة والسلام.
اضطربت الأمور في المنطقة اضطراباً شديداً نتيجة عدوان إيران على مقر السفارة والقنصلية السعودية في إيران واحتلالها وطرد الدبلوماسيين العرب منها، وكان طبيعياً أن يكون هناك رد سعودي على هذا العدوان الخطير فقررت السعودية ومعها البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وقررت دولة الإمارات أن تهبط بدرجة تمثيلها لدى إيران وأعلنت جمهورية مصر العربية تأيدها الكامل لموقف السعودية. ومن المعلوم أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران مقطوعة منذ حوالي 27 عاماً.
والأمر البالغ الخطورة في هذا الحدث أنه سيثير، رضينا أم أبينا ذلك الصراع الذي لا معنى له ولا أصل في صحيح الدين بين الطائفة السنية والطائفة الشيعية، ذلك الصراع الذي كنا نحسب أننا نقترب من الخلاص منه بالقضاء على تنظيمات الإسلام السياسي فإذا به يطل علينا من جديد بصورة أعنف وأكثر خطراً وأكثر استقطاباً.
وقد عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن موقف مصر من هذه الأحداث تعبيراً واضحاً وجدد دعوته إلى ضرورة إنشاء القوة العربية المشتركة وقال إن المرحلة الحالية وما تفرضه من تحديات يقتضي دفع الجهود العربية لمواجهة هذه المخاطر والتحديات ونوه سيادته بأن الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن منطقة الخليج العربي وبالطبع فإن في مقدمتها أمن السعودية والإمارات والبحرين الذي تهدده إيران تهديداً واضحاً وسافراً.
وفي تصريح واضح وصريح قال وزير خارجية المصري إن مصر ترفض رفضاً كاملاً كل عدوان على المملكة العربية السعودية أو البحرين أو أي دولة في الخليج العربي وأن مصر لن تتردد في الوقوف مع أشقائها العرب في كل الملمّات.
وكذلك فإن الأمانة العامة للجامعة العربية أدانت الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران أو القنصلية السعودية في مدينة مشهد.
وأسأل الله أن يحفظ الأمة العربية من كل عدوان. والله المستعان.