بُعيد يومين تحل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير المصرية، حاملة معها مشهدًا مختلفًا تمامًا، حيث اكتمل بناء مؤسسات الدولة بتشكيل مجلس النواب الجديد لتضع القاهرة قدمها على طريق الاستقرار المنشود.
ورغم اختلاف المشهد، يتواصل الجدل حول الثورة نفسها بين مؤيديها ومعارضيها وطرف ثالث يريد إشعال فتيل الخلاف بين الطرفين، ورابع يصر على عقد المقارنات بين 25 يناير و30 يونيو ويقدمهما على أنهما منفصلان عن بعضهما البعض، وطرف خامس يفاضل بين الثورتين.
كل تلك الخلافات المستمرة حول الثورة تتزامن وأنباء يروق للكثيرين ترديدها بشأن وجود مشكلة بين الدولة وشباب 25 يناير، متعللًا بوجود بعض شباب الثورة القابعين في السجون على خلفية خرق القانون المنظم للتظاهر، رغم الإفراج عن عدد منهم بقرارات رئاسية.
ذلك اللغط «طبيعي» حول ثورة أحدثت تحولًا هائلًا في مسار ومستقبل بلد في حجم مصر، وإن تزايد أو اندثر مع مرور الوقت تظل ثورة يناير المصرية ثابتة وعلى أساس شعاراتها يمضي المستقبل المصري.
فهي أم التطورات التي شهدتها مصر من بعد ذلك التاريخ، بحلوها ومرها، بضرائبها على شتى الأصعدة وأرباحها.. هي ثورة أيقظت المصريين من ثبات عميق وأعادت لهم الثقة فساروا على نهجها حتى ثاروا في 30 يونيو ضد الجماعات الظلامية التي حاولت تقويض الإرادة المصرية.