تحول الحفل الأكاديمي للجوائز السينمائية، أخيراً، إلى رتابة وكراهية، والكثير من هؤلاء النجوم الذين صعدوا إلى المنصة، تحدثوا بصخب عن شرور الرئيس دونالد ترامب.
وتعتبر مثل هذه الخطابات الرخيصة سهلة. ولكن أولاً، يجب على المتشككين ضمان أن حفلتهم سارت على ما يرام.
واستخدم عمدة مدينة نيويورك السابق، مايكل بلومبيرغ، كل أنواع أجهزة المشورة الكونية. وتتحدث موقع بلومبيرغ أيضاً عن الإجهاض والاحتباس الحراري، ما يجعله يكسب جمهوراً تقدمياً تجاوز أحياء نيويورك.
ولكن خلال العاصفة الثلجية شبه القياسية عام 2010، برهنت بلومبيرغ على أنها تندرج تماماً في المهام العصرية التي انتخبت من أجلها: وأكدت على أن مواطني نيويورك ليسوا محاصرين في منازلهم، بسبب الثلج الذي كدسته الرياح في الشوارع، والذي ظل هناك لمدة أيام كثيرة.
متلازمة بلومبيرغ سمة المسؤولين الحكوميين المعاصرين. وعندما يكونوا غير راغبين أو غير قادرين على التعامل مع مشكلات ما قبل العصر الحديث في دوائر اختصاصهم، بالإضافة إلى السلطات القضائية والجريمة، وانهيار البنى التحتية ووسائل النقل غير الكافية، فإنهم يعوضون ذلك من خلال التنكر بزي الفلاسفة.
وفي هذا الشأن، يجب التفكير في وعود رئيس بلدية شيكاغو، رام إيمانويل، الأخيرة، التي تسعى إلى إبطال قانون الهجرة الاتحادي، الذي لم يكن كافياً للتخفيف من وباء وجرائم القتل في مدينته.
الرئيس السابق باراك أوباما، ضاعف تقريباً من الدين الوطني. ولم يصل أبداً إلى 3 % من النمو الاقتصادي في أي من السنوات الثماني في المكتب، وترك نظام الرعاية الصحية في مأزق. إلا أنه لم يتمكن من إلقاء محاضرة للأميركيين بشأن شرور الحملات العسكرية، ووعد بتبريد الكرة الأرضية.
وأدار أرنولد شوارزنيغر، الحاكم السابق لكاليفورنيا، ديوناً قياسية خلال فترة ولايته، وبلغت ذروة العجز في الميزانية نحو 25 مليار دولار العام الماضي، وهو في منصبه.
وعلق شوارزنيغر هيكتور على ظاهرة الاحتباس الحراري والطاقة الخضراء، وتباهى بالتزامه بطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وفي هذه الأثناء، فإن واحدة من الطرق الرئيسة في البلاد، وهو «شارع كاليفورنيا ستيت 99»، حصل على لقب «طريق الموت»، بسبب الحفر وحركة المرور، والممرات الضيقة، والسلالم القديمة والخارجية التي تسببت بحوادث قاتلة.
وخلال العواصف التي منيت بها ولاية كاليفورنيا في وقت مبكر من فبراير، انهارت شبكة الطرق البالية.
وحذر خليفة شوارزنيغر، جيري براون، من التغير المناخي والجفاف المؤقت، ولم يأذن ببناء خزان واحد. والآن، تختبر كاليفورنيا مستوى شبه قياسي لتساقط الثلوج.
هل أكملت الولاية ببساطة خطتها المائية التي يصل عمرها إلى نصف قرن، وعشرات الخزانات الجديدة، التي يتم تخزينها من خلال الجريان السطحي، لضمان أن الولاية لا تواجه الجفاف لسنوات.
وبدلاً من ذلك، فأكثر من 20 مليون قدم مربعة من المياه الثمينة، أطلقت إلى البحر. وليس هناك من مكان يمكن وضع الماء فيه، بالنظر إلى أن كاليفورنيا، لم تبنِ أي خزان رئيس خلال أربعين عاماً.
وبالنسبة إلى أطول سد في الولايات المتحدة، فإن التحذيرات بشأن الإصلاحات المطلوبة ذهبت أدراج الرياح لسنوات كثيرة.
وعلى الرغم من الحقيقية القائلة بأن نحو 20 مليون شخص من كاليفورنيا يعيشون في الولاية (في السهول الفيضية)، مقارنة مع الوقت الذي بنيت به. وفي هذه الأثناء، فإن مشرع الولاية سن قوانين جديدة تتعلق بالأكياس البلاستيكية ودورات المياه الخاصة بالجنسين.
ولقد أصبحنا جيلاً متعجرفاً، يخرج الشارات التي يمكنها تغيير الكون، بينما في الحقيقية لا يمكننا تشغيل حفل توزيع الجوائز، ولا تحريك الثلج ولا إصلاح الحفر وبناء السدود والطرق، أو وقف الشباب داخل المدينة جراء قتل بعضهم بعضاً.
هل يعد سياسيونا بمدينة الفاضلة، لأنه لا يمكنهم التعامل مع الواقع؟، هل تعوض المحاضرات التقاعس عن العمل؟
هل نخطئ الأجيال الأميركية السابقة، التي شربت الكثير من الكوكاكولا ودخنت الكثير من السجائر. لأننا خجلون من أننا نفتقر إلى رؤيتهم، والثقة والقدرة على بناء سد آخر مثل سد «أوروفيل»، أو طريق سريع مكون من ست مسارب، أو وقف المجرمين من تحول عطلة نهاية الأسبوع في المناطق الحضرية في الغرب المتوحش؟.
الحكام الذين لا يمكنهم بناء خزان، لديهم مشروع صغير من القطارات الفائقة، التي تصل إلى نحو 200 ميل في الساعة.
وبالنسبة إلى المشاهير الذين لا يمكنهم فتح المغلف الصحيح، لا يجب أن ينظر إليهم باعتبارهم يسعون إلى حكمة سياسية كونية.