يبدو أن لا حدود لتخاريف علي بن صميخ المري رئيس ما يسمى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، ولادعاءاته الباطلة حول ما وصفه باستمرار محاولات دول المقاطعة قرصنة موقع اللجنة الإلكتروني والتجسس على جوالات النشطاء الحقوقيين والصحفيين القطريين، وفق تعبيره، وكأن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ليست لها أية اهتمامات سوى التماهي مع نظام الدوحة في ممارسة هوايات القرصنة والتجسس على الدول والحكومات والأحزاب والمنظمات والأفراد، تلك الهوايات التي اعتنقها وتبناها انطلاقاً من خلفية إيديولوجية لجماعات لا تزال تمارسها في أي مجتمع توجد به.

وعندما يدعو بن صميخ إلى إجراء تحقيقات واسعة بزعم ما سماها «الانتهاكات والمضايقات التي طالت النشطاء الحقوقيين والإعلاميين منذ بداية الحصار على دولة قطر» وفق تعبيره، فينطبق عليها قول الشاعر ابن سهل الأندلسي «كاد المريب أن يقول خذوني» حيث إن نظام الدوحة يسعى للتدخل في القرارات والمواقف والإجراءات السيادية للدول، وكأن أي مخالف للقانون، إنما يقاضى لأنه مرتبط به، وبمؤامراته، وفي هذا الأمر تحديداً لم يكذب، لأنه وقف ولا يزال يقف وراء من يدعون أنهم نشطاء، في حين أنهم منخرطون ضمن شبكات هدفها التلاعب بمصائر الشعوب والمجتمعات بتحريض مباشر من تنظيم الحمدين والمنظمات الإرهابية المنبثقة عنه.

ولنأتِ إلى لبّ الموضوع، فابن صميخ يشكو من «أن التضييق لم يقتصر على الأفراد فقط، وإنما طال المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في دولة قطر، التي جرى تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية» وهو يقصد المنظمات والجمعيات المرتبطة بالدعم المباشر للإرهاب إقليمياً ودولياً، ومنها جمعية قطر الخيرية، ومركز قطر للعمل التطوعي، ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية، ومؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية، وغيرها مما ثبتت عليها تهمة تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال ومالي وأفغانستان، وتم إدراج بعضها في قوائم وزارة الخزانة الأميركية، وصدرت في حقه تقارير دولية موثقة.

إن ادعاءات ابن صميخ خلال لقائه ميشيل فورست مقرر الأمم المتحدة المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، والسفيرة أود ماريت ويغ الممثلة الخاصة المعنية بحرية الدين أو المعتقد في وزارة الشؤون الخارجية بالنرويج، لم تخرج عن طاحونة الشيء المعتاد، وسعت كعادة أبواق قطر إلى التظاهر بالمسكنة والمظلومية في حين أن الجميع يدرك أن هناك ما هو أهم في المنطقة والعالم، وهو مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين المشرين الذين عصف بهم غدر «الحمدين» من خلال مغامراته ومؤامراته في دعم الإرهاب والإرهابيين والقتلة والمخربين والعابثين بمقدرات الدول وأمن المجتمعات ووحدة الشعوب.