كان فرحاً حقيقياً يومك يا وطني في عيد اتحادنا المجيد، ليس بما اكتست به ربوعنا وبيوتنا وشوارعنا من رايات وأضواء وحلل زينة وبهجة، لكن ما فاجأنا به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله ورعاه، حين كلمنا هاتفياً وشخصياً بصوته المميز الحنون، مهنئاً كل الإماراتيين بيوم الاتحاد من الرقم 1971 وسموه اختار هذا الرقم الحبيب على قلوبنا لما فيه من دلالة عميقة فهو يوم تأسيس الاتحاد قبل 47 عاماً، فهل فعل هذا مسؤول آخر في العالم كله مثلما فعل نائب رئيس دولتنا رئيس مجلس وزرائنا حاكم دبي، رعاه الله؟

دخلت الفرحة والسعادة كل بيت وكل قلب، كانت كلماته أجمل المعايدات «السلام عليكم.. معاكم محمد بن راشد، حبيت أهنئكم بشكل شخصي بالعيد الوطني، وأتمنى لكم أياماً سعيدة، وأتمنى للوطن أياماً مجيدة، ونحن مستمرون بالعمل من أجلكم ومن أجل الوطن، وربي يحفظكم ويحفظ أهلكم ويحفظ دولة الإمارات»، عبارات قليلة لكنها كانت غزيرة المعاني ومحكمة البناء ومبهجة، لأنها من قائد وفارس شهمٍ أحب بلاده وأحب ناسه إلى درجة الأبوة حين يهنئ الأب أولاده في عيدهم.

وفيها عهد أن يواصل جهوده وتعبه وسهره من أجلهم، ومن أجل الوطن الذي هو بيت سعادتهم ونبع خيراتهم، وفيها دعاء من قلب أحبهم أن يحفظهم الله ويحفظ أهلهم ويحفظ دولتهم، فالدعاء جامع مانع، وهكذا هم الصادقون في محبتهم والمضحون من أجل شعبهم ووطنهم.

البشارة الثانية بيومنا الوطني أيضاً جاءت من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، حيث زف إلينا خبر إعلان صنف مؤشر passportindex بأن جواز دولتنا الإمارات هو الأول عالمياً بدخوله 167 دولة دون تأشيرة، حيث تفتح دول العالم أبوابها للمواطن الإماراتي، وقد بارك لنا سموه هذا المنجز وشكر فريق وزارة الخارجية وأخاه سمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجيتنا وأطلق عليه صفة (الاستثنائي) وهو يستحق ذلك.

لقد أصبح جواز سفرنا عالمياً بل الأول في العالم، وفي هذا المنجز الإماراتي دلالات كبيرة وعميقة، فهو أحد أهم مقاييس احترام المواطن خارج وطنه وهيبته ورقيّه، وهو أحد مؤشرات التقدم والرخاء في بلد صاحب الجواز، وهو أيضاً مؤشر على سلامة الإمارات من أي تطرفٍ وثقلها الأمني وسمعتها البيضاء.

بشارتان في مناسبة واحدة، والسعادة وعد قطعه علينا قادتنا الكرام، وقد أنجزوه بفخر، فماذا نحن صانعون؟ نحن الشعب السعيد الذي قطف وسيقطف ثمار المنجزات، والجواب حاضر في ذهن كل مواطن إماراتي أصيل، ألا وهو العمل ثم العمل ثم العمل المصحوب بالدراسة والقراءة والمعرفة وتطوير الذات وتهذيب النفس، الوطن ليس بحاجة إلى حجم المواطنين بقدر ما يحتاج إلى نوعهم الذي يتمثل بالمواطن الرشيد الذي يعمل ويبني بوعي ودراية وتضحية وإبداع وابتكار في سباقٍ مع الزمن يحدوه حب الوطن وتراثه، ويشدّه تطلعه إلى المستقبل المنشود له ولأبنائه وأحفاده.

ولقد كان ولا يزال مواطننا الإماراتي عند حسن ظن قيادته، ومن أجمل صفاته الوفاء والأدب والخلق النبيل، وهذه الصفات عرفت عنه في الداخل والخارج، وكثيراً ما يضرب المثل بأخلاق الشعب الإماراتي وطيبته، سمعناها هنا من الأخوة المقيمين والأصدقاء الأجانب، وسمعناها في دول عديدة من قبل الكثير من أبناء الشعوب الأخرى. بل كلنا يؤمن أن أحد أسباب تفوقنا هي أخلاقنا، فهي مرشدنا ودليلنا في كل قول وعمل، ورثناها أباً عن جد، وتعززت بتوجيهات والدنا الشيخ زايد، رحمه الله.

فأخلاقنا هي عنوان وحدتنا وتعاوننا وسعينا للبناء والتطور والتقدم، يقول الشيخ زايد رحمه الله: «بدون الأخلاق وبدون حسن السلوك وبدون العلم، لا تستطيع الأمم أن تبني أجيالها والقيام بواجبها، وإنما تبنى حضارات الأمم بالعلم وحسن الخلق والشهامة ومعرفة الماضي والتطلع للحاضر والمستقبل».

نعم هذا هو دليلنا في الحياة والعمل والبناء، لذلك بنينا معجزة الإمارات، وسنواصل البناء فنحن شعب القيم والوفاء، نستحق الجواز الأول في العالم، ونواصل الطريق لإحراز الرقم واحد في كل ما نأمله ونطمح إليه إن شاء الله.