تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بتنويع مصادر الطاقة، انطلاقاً من رؤية تدرك أهمية الطاقة المتجددة في الحفاظ على حق الأجيال القادمة في التمتع ببيئة نظيفة وصحية وآمنة. وتحرص القيادة الرشيدة على إطلاق مشروعات رائدة للطاقة النظيفة والمتجددة تسهم في ترسيخ دعائم الاستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وفي إطار توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي على تحقيق هذه الرؤية من خلال عدة مسارات تشمل مشروعات رائدة في الطاقة المتجددة والنظيفة وتعزيز كفاءة الطاقة، إضافة إلى إطلاق المبادرات الهادفة إلى ترشيد الاستهلاك وتقليل الانبعاثات الكربونية وتشجيع أفراد المجتمع على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في المباني، واستخدام السيارات الكهربائية وغير ذلك من مبادرات وبرامج تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية، وتعزز التحول نحو الاقتصاد الأخضر في دبي.

ويعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تنفذه الهيئة، أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، حيث ستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم.

ويدعم المشروع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى توفير 75 بالمئة من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً، بما يدعم أهداف حكومة دبي لتخفيض الانبعاثات الكربونية.

ولا تقتصر مبادرات الطاقة النظيفة في دبي على المشروعات الكبرى التي تنفذها هيئة كهرباء ومياه دبي، وإنما تهدف الهيئة إلى أن يشارك سكان دبي في عملية إنتاج الطاقة النظيفة من خلال مبادرة «شمس دبي» التي تتيح لأصحاب المنازل والمباني تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الكهرباء.

وتهدف دبي إلى وضع ألواح الطاقة الشمسية على جميع مباني الإمارة بحلول عام 2030. وقد حققت «شمس دبي» نجاحاً كبيراً، حيث انتهت الهيئة من ربط 5620 موقعاً بشبكة الكهرباء حتى نهاية العام الماضي، بقدرة إجمالية قدرها 164.2 ميجاوات، وتبلغ القدرة الإجمالية للطلبات التي تم تقديمها للهيئة 523 ميجاوات.

يعد تركيب نظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني والبيوت ضمن مبادرة «شمس دبي» استثماراً طويل الأمد، فإضافة إلى تقليل قيمة فاتورة الكهرباء ورفع قيمة العقار، يسهم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الحد من البصمة الكربونية، والحفاظ على البيئة ومواردنا الطبيعية لأجيالنا القادمة.

وقد أسهمت مشروعات الطاقة النظيفة وغيرها من المبادرات الخضراء المستدامة في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي بنسبة 19% مقارنةً بسيناريو العمل المعتاد، أي قبل عامين من الموعد المستهدف في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2021، كما حققت الهيئة سبقاً عالمياً تمثل بحصول دبي على التصنيف البلاتيني العالمي الخاص بالمدن - الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، بحسب تصنيف المدن العالمية من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الأمريكية.

تركيب الأنظمة الشمسية الكهروضوئية في بيوتنا ومؤسساتنا ومصانعنا خطوة مهمة لتسخير طاقة الشمس التي حبانا بها الله تعالى طوال العام، والتحول من مستهلكين للطاقة إلى منتجين لها وتحقيق رؤية القيادة الرشيدة لتنويع مصادر الطاقة في إطار مفهوم المدينة الذكية والسعيدة التي تضمن مستقبلاً مستداماً لأجيالنا القادمة.